نَجْمَةُ الْعُشَّاقِ - مطران العياشي

حَدِّثِيْنِيْ يَا نَجْمَةَ الْعُشَّاقِ
عِنْ وَمِيْضِ الْهَوَىْ وَقُرْبِ الْفِرَاقِ

سَامِرِيْنِيْ فَفِيْ فُؤَادِكِ سِرٌّ
غَائِرٌ فِيْ الْعُيُوْنِ وَالْأَحْدَاقِ

آنِسِيْنِيْ وَكُلُّ حَرْفٍ تَجَلَّىْ
ذِكْرَيَاتٌ تَهِيْجُ فِيْ الْأَعْمَاقِ

كَمْ بَدَتْ فِيْ الْفَضَاءِ نَشْوَةُ حُبٍّ
يَتَنَاهَىْ الْجَمَالُ فِيْ الْإِبْرَاقِ

فَسَرَىْ الْنُّوْرُ يَمْتَطِيْ الْبَحْرَ أُنْسًا
وَاحْتَوَاهُ الْيَاقُوْتُ بِالْإِشْفَاقِ

إِيْهِ يَا نَجْمَةَ الْبَهَاءِ تَغَنَّيْ
وَانْشُرِيْ الْعِطْرَ فِيْ مَدَىْ الْآفَاقِ

قَرِبِيْنِيْ إِلَىْ عُيُوْنِكِ أَحْيَا
مِنْ غَرَامٍ وَلَذَّةٍ وَعِنَاقِ

وَأَنْا الْيَوْمَ سَوْفَ أَنْظِمُ شَوْقِيْ
أَصِفُ الْحُسْنَ فِيْ ذُرَىْ الْأَوْرَاقِ

بِتِّ فِيْ صَفْحَةِ الْغَرَامِ بَرِيْقًا
وَتَرَبَّعْتِ صَهْوَةَ الْأَشْوَاقِ

يَلْمَعُ الْثَّغْرُ مِنْ جَمَالِكِ بَرْقًا
فَتَمِيْلُ الْرُّؤُوْسُ لِلْإِطْرَاقِ

يُقْبِلُ الْلَّيْلُ لِلْمُحِبِّيْنَ عَِشْقًا
يَنْثُرُ الْرُّوْحَ فِيْ جَمِيْعِ الْنِّطَاقِ

أَحْتَسِيْ قَهْوَتِيْ فَيَعْكِسُ كَوْبِيْ
وَجْهَكِ الْمُزْدَهِيْ عَلَىْ الْأَطْبَاقِ

فَغَدَتْ قَهْوَتِيْ بِحُسْنِكِ شَهْدًا
وَرَشَفْتُ الْهُيَامَ حُلْوَ الْمَذَاقِ

فَيَدَاهَا بَيَاضُهَا مِنْ حِجَازٍ
وَعُيُوْنٌ سَوَادُهَا مِنْ عِرَاقِ

وَإِذَا الْلَّيْلُ عَنْ هَوَانَا تَوَلَّىْ
رَحَلَتْ نَجْمَتِيْ وَعَزَّ الْتَّلَاقِيْ

كُلَّمَا غِبْتِ عَنْ عُيُوْنِيْ تَدَاعَتْ
أَدْمُعُ الْبُعْدِ فِيْ لَظَىْ الْإِحْرَاقِ

سَلْوَتِيْ مِنْكِ تَضْحَكِيْنَ بِلَيْلٍ
وَتَذُوْبِيْنَ مَطْلَعَ الْإِشْرَاقِ

لَا تَلُمْنِيْ عَلَىْ الْغِيَابِ فَإِنِّيْ
مِثْلَ شُهْبٍ وَأَنْجُمٍ وَرِفَاقِ

وَأَنَا مِنْهُمُ نِظَامًا وَصُنْعًا
كَيْفَ أُلْغِيْ صِنَاعَةَ الْخَلَّاقِ

أَقْنَعَتْنِيْ وَنَاظِرِيْ فِيْ سَنَاهَا
كَيْفَ أَهْوَىْ سِوَاكِ فِيْ الْأَذْوَاقِ

لَسْتُ أَقْوَىْ عَلَىْ فِرَاقِكِ صَبْرًا
أَنْتِ يَا بَهْجَتِيْ عَلَىْ الْإِطْلَاقِ

✍️ مطران العياشي
© 2024 - موقع الشعر