ياليتها القت تحيتها

لـ عبدالناصر عليوي العبيدي، ، في الغزل والوصف، 25، آخر تحديث

ياليتها القت تحيتها - عبدالناصر عليوي العبيدي

يالِيتَهَا ألقتْ تَحِيَّتَها
---------------

في بَسْمَةٍ حَيرَى مع الوَمَأِ
جَادَتْ بِهَا حَسْنَاءُ كالرَّشَأِ

عينانِ كالشَّطّينِ تَغمِزُنِي
حيثُ اِلتقتْ عينايَ بالخطأِ

قدْ فجَّرَتْ في الصدرِ قُنْبُلَةً
كالكَمْءِ فجَّ الأرضَ بالْكَلَأِ

عَينٌ لجرحِ القلبِ قد نَكَأَتْ
والجرحُ مُعتادٌ على النَكَأِ

أصبحتُ كالعصفور في مطر
يَرْنُو لعينيها كمُلْتَجَأِ

كَرِيشَةٍ في قَلْبِ عَاصِفَةٍ
ماعُدْتُ ألْقَى دَرْبَ مُبْتَدَئي

هَيّا اسْكُني في كُنْهِ أَورِدَتِي
فَالقَلْبُ قد عَانَى مِنَ الصّدَأِ

عِندِي مِنَ الأَحزَانِ مَمْلَكَةٌ
هيّا ادخلي في أَرضِهَا وَطِئِي

فَرَشْتُ أهدابي لغَالِيَتِي
نَامِي على الأَجفَانِ واتَّكِئِي

يا شعلة للنار يا قبسا
ذوبي بماء العين وانْطَفِئِي

إنْ كنتِ تَرتَابِينَ مِن عَسَسٍ
هيّا ادْخُلِي للقلبِ واختَبِئِي

يافتنةٌ للقلبِ قد حَكَمَتْ
بَاتَتْ كما بَلْقِيسُ في سبأِ

يالِيتَهَا ألقتْ تَحِيَّتَها
في نَظرةٍ عَجْلى على المَلَأِ

لعلَّهَا تُحْيِي بِها حَرَضًا
كالماءِ إنْ جَاءتْ على الظَّمأِ

أدْرَكْتُ أنِّي صِرتُ مُحتَضَراً
تُتْلَى عليَّ سُورَةُ النبأِ

هلْ نَظرةٌ مرّتْ مُصَادَفةً
تُرْدِي ببِئْرِ الحبِ للحمأِ

---------
عبدالناصرعليوي العبيدي

© 2024 - موقع الشعر