هل في القزع جمال؟ - أحمد علي سليمان

القزعُ - يا قومنا - قبحٌ وتشويهُ
يأتيه مَن عقله غزاه تسفيهُ

يُقلدُ الغربَ تقليداً يُجندله
وهل يُقلدُ ذو عقل مَعاتيها؟

أما له منهجٌ حتى يُطبّقهُ؟
ألا يُنزهُ شرعَ الله تنزيها؟

كيف اطمأن لكفار يُتابعهم
فوجهوه - إلى الضَلال - توجيها؟

وكيف يمدحهم في كل ما ابتدعوا
من الأباطيل يرضاها ، ويُمضِيها؟

وكيف طاب له تشويهُ مَنظره
هل يَستطيبُ سَويّ النفس تشويها؟

كيف استحلَ حرامَ الله مُنفتحاً
على المَلاعين تمييعاً وترفيها؟

كيف ارتضى منهجاً يُزري بشِرعته؟
هل ارتآه – على علم – يُساميها؟

وخابَ إذ تخذ الفساق قدوته
في عِيشةٍ كثرتْ جداً بلاويها

فالخِبُ يأكلُ – مختاراً – كما أكلوا
مستعذباً أكُلاً خاستْ وطاهيها

ويشرب الوغد عن عمدٍ كما شربوا
بهم تشبّهَ - بين الناس - تشبيها

ويلبس النذل ما أسيادُه لبسوا
بلا مُواربةٍ ، وليس تمويها

ويستسيغ الخنا حتى يُجاملهم
وقَصة الشعر إعجاباً يُحاكيها

وقلدَ القزعَ ، ما زينُ الألى قزعوا؟
وأي سيماءِ زين بات يُضفيها؟

هل حَلقة القزع تستهوي ذوي رَشَدٍ؟
وأي حُسن على الرؤوس تُبديها؟

القزعُ حرّمَه النبي يا غجراً
فاستقرئوا سُنة طابت لقاريها

لا حُسْن في القزع مهما راج يا همجاً
الحُسنُ في سُنة تزيدُنا تِيها

مناسبة القصيدة

(إن الانهزام القائم اليوم أمام أزياء ومُوضات وتقاليع وقصات الرؤوس يبدو أنه لا سبيل إلى الوقوف فيه عند حد! ووالله الذي بعث محمداً بالحق رسولاً نبياً ما جاز القزع في ديننا! وأقسم بالله لا حُسن فيه ولا جمال مطلقاً! بالعكس إنه باختصار تشويه للخلقة والفطرة السوية! ولكننا أمام جيل في عمومه لا هوية له ، ولا مشربية يطل منها على الغرب ودنسه وقذارته! فمعظم شباب الجيل كان قد فتن بحضارة الغرب المادية الخاوية ، وراح يلهث وراء عادات وتقاليد وموضات الغرب! وكان فيما تأثر به عادات الطعام والشراب واللباس وقصات الشعر! وكأنه جيل بلا دين ولا هوية ولا منهج! عن ابن عُمر رضي اللَّه عنهُما قَالَ: "نَهَى رسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلمﷺ عنِ القَزعِ" متفق عَلَيْه. وعَنْهُ قَالَ: رَأى رَسُولُ اللَّه ﷺ صلى الله عليه وسلمﷺ صبِيًّا قَدْ حُلِقَ بعْضُ شَعْر رأسِهِ وتُرِكَ بعْضُهُ ، فَنَهَاهَمْ عَنْ ذَلِكَ وَقَال: احْلِقُوهُ كُلَّهُ ، أَوِ اتْرُكُوهُ كُلَّهُ. رواهُ أَبُو داود بإسنادٍ صحيحٍ ، عَلَى شَرْطِ البُخَارِي وَمُسْلِم. فهذه الأحاديث تتعلق بالقزع والنهي عنه في حق الرجل ، وأن الواجب حلق الرأس كله ، أو تركه كله ، هذا هو الواجب ، والقزع: أن يحلق البعض ويدع البعض من رأس الصبي ، أما المرأة فليس لها أن تحلق رأسها ؛ لأنه زينة لها وجمال ، فليس لها حلقه ، ولهذا قال صلى الله عليه وسلمﷺ ﷺ لأصحاب الصبي: احلقوه كله ، أو دعوه كله ، ونهى عن القزع ، وسُمِّيَ قزعًا لأنه قطع ، قطعة كذا ، وقطعة كذا ، كقزع السحاب ، قطعة محلوقة ، وقطعة غير محلوقة. وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ!(
© 2024 - موقع الشعر