الواعظة الصغيرة - أحمد علي سليمان

إيهِ يا أزكى بُنيّة
زَيّنتْها العبقرية

شَرُفتْ سَمْتاً وهدياً
واحتفتْ بالأفضلية

لم تَمِل نحو فريق
لم تُمِلها المَذهبية

تبعتْ في الخير أمّاً
في دروب الألمعية

وارتقتْ في العلم حتى
ناظرتْ في أريَحية

ومع القرآن دارتْ
إنها نِعمَ المَعية

وإلى السنة حَنّتْ
وبها صارتْ أبية

واستقامتْ ، فاستراحت
ولها نفسٌ تقية

ولها للغير وَعظ
في نِقاطٍ جوهرية

ما ارتضتْ قبْحاً يُدَسّي
لم تُقِرّ الجاهلية

أمَرتْ بالعُرفِ قوماً
لم تفتْها الأولوية

قالت: التوحيدُ أولى
مِن قضايا جانبية

إنه التوحيدُ يَهدي
أنفساً كانت شقية

ثم يُهديها حياة
قبل إدراكِ المَنِية

أنفساً كانت غثاءً
لم تكنْ مِن قبلُ حية

إيهِ يا صُغرى تسامتْ
أصبحتْ نِعمَ البُنية

تُنكرُ المنكرَ جَهراً
لم تُخِفها العنجهية

ولها أقوى جدال
فيهِ كم كانت قوية

ولها قولٌ وفِعلٌ
أصلحَتْ سعياً ونِية

ولها دَربٌ قويمٌ
ما ارتضت فيه الدنية

ولها عَزمٌ رَشِيدٌ
ولها التقوى هُوية

والبراهينُ توالتْ
همّها نصرُ القضية

مثلَ زخّاتِ رَصاص
أطلِقتْ مِن بُندقية

صُحّحَ الإسنادُ فيها
والنصوصُ اللؤلئية

كم – على الطاعات - دَلتْ
في بيوت الأكثرية

كم تلتْ قرآن ربي
بالترانيم الندية

كم وعتْ شِعراً ونثراً
فهْيَ بالذكرى حَرية

كم مِن الشبْهاتِ رَدّتْ
بسهام مِن رَمِيّة

كم أجابت مِن سؤال
لعجوز ، أو صَبية

كم أزاحت مِن رُكام
بتعابير سَنية

كم أزاحتْ مِن هموم
بنصوح شاعرية

كم أبانت مِن قضايا
سببتْ أعتى رَزية

كم نهتْ عن مُنكراتٍ
وأضاليل غوية

كم تصدّتْ للتردي
غالَ شيخاً ، أو وَلِية

كم تحدّتْ جهل حَمقى
بالأساليب الزكية

عِشْتِ لي بنتاً وأختاً
مِن قرى الإسكندرية

عِشْتِ للإسلام ذخراً
ربَنا فاحفظ سُمَية

صانك الرحمنُ ربي
مِن فتون يا أخية

لم تذرْ ألبابَ قوم
كم أحبّوا الفوضوية

وحماكِ الله مما
فيهِ نحيا مِن بلية

مناسبة القصيدة

(حارني أمرُ الطفلة (سُمية) والتي تعيش مع أسرتها في إحدى قرى (الإسكندرية) بمصر! حيث اعتادتْ هذه الطفلة الصغيرة الكبيرة أن تذهب إلى الدروس والمحاضرات ، واعتادت أن تنصت وتسأل في الذي لا تعيه! وكانت المسائل على نوعين: نوع تدركه فلا تسأل فيه ، ونوع لا تدركه وإنما هو من شأن المرأة شابة فيما فوق ، فكانت الأم تكتفي بقولها: (عندما تكبرين تعرفين هذه!) واعتادت الفتاة الصغيرة هذي أن تنكر على بنات العائلة المعاصي الظاهرة من تبرج وسفور ومكياج ونمص للحواجب ومصافحة الرجال الأجانب والمزاح المسف مع شباب العائلة وغير ذلك الكثير! والعجيب أن يسألوها عن الدليل فتذكره! فخصصتها بهذه القصيدة!)
© 2024 - موقع الشعر