الخمسة أولادي! - أحمد علي سليمان

عن مَثُلاتي أنا أختلفُ
بالخمسة إني أعترفُ

هم أولادي ، وأنا أمٌ
قلبي – بالرحمة - يتصف

لا غيرة تقتلُ إحساني
ليس يُساورُ نفسي جَنَف

أبذلُ خيري دون توان
وأراهم – بودادي - شَغفوا

يأسِرُ معروفي خاطرَهم
إن رضاهم عني شرف

ما جئتُ لأخطفَ والدَهم
تخسَرُ مَن أبّاً تختطف

وتزوّجتُ أسُدُّ فراغاً
والنية جانبَها الصلف

أشفقتُ عليهم إشفاقاً
ولذا عليّ جميعاً عطفوا

ما اتخذوني زوجَ أبيهم
بل أمَّاً ليست تختلف

جاءتْ لتُعلم ، وتُرَبِّي
فلها – مِن جيئتها - هدف

زيجتُها مَشروعٌ سام
فعلى ثغر هذي تقِف

وكبيرُ الأولاد أتاني
وإلى طلب مني يهفو

ولداً كنتُ ولدتُ ، وبنتاً
هذا التوأمُ نِعمَ الخلف

واختارَ اسم (الأم) لبنتي
والباقون بهذا هتفوا

كي نذكرَ أمّاً قد رحلتْ
يَشقى مَن ليس له سلف

قلتُ لهم: وافقتُ وربي
راضية أنا ما بي أفف

قالوا: أمّان لنا صِدقاً
ولكلٍّ – في العِيشة - كَنف

أمٌ رحلتْ عن عالمنا
كانت شمساً لا تنكسِف

والأخرى تحيا طيبة
معها لا يقربُنا الأسف

قلتُ لهم: يَكفيني هذا
نِعمَ الفهم ونِعمَ الثقف

عهداً لا أخذلكم أبداً
إن حَلّ الضنكُ أو الترف

أنتم أحبابي وصِحابي
وفؤادي - بكمُ - يأتلف

مناسبة القصيدة

(المروءة لا تُباعُ ولا تُشترى! وعجبت لمروءة مُطلقة يتزوجها أرمَلٌ له ثلاثة أطفال ، ثم يرزقها الله منه بتوأم ، ثم هي تقول: الخمسة أولادي! إذا لم نكتب الشعرَ عن مثل هذي فعمّن نكتبه! ونسأل: من أين وكيف بدأت قصتها؟ وكيف انتهت؟ إن أحد الجيران كان قد تُوفيت زوجته ، وقد تركت له أبناء ثلاثة من الذكور! وتم الزواج ، وذات يوم أصيبتْ بألمٍ شديد في معدتها فاكتشفت حملها! وكان الأمر بالنسبة لها مُستحيلاً ، فذهبت لطبيبةٍ وأخرى وأخرى ، ليُؤكدن جميعهن لها أنها بالفعل حامل! فكانت فرحتها أكبر من أن يستوعبها أي عقل ، وخاصة أنه بعد شهرين أكدت لها الطبيبة أنها حامل بتوأم (ذكر وأنثى) ، وكانت تبكي من الفرحة ، وتشعر بسعادة بالغة ، لم تخطر يومًا على بالها! وقُبيل ولادتها قال لها الزوج: عند الولادة سأترك أولادي الثلاثة عند أختي ، ريثما تعودين من بيت أهلك بعد أن تستريحي من الولادة! فانتفضت من مكانها وهي تقول: والله لا يحدث أبداً أن أذهب دونهم لمكان ، سيبقى الثلاثة معي في ولادتي وفي بقائي عند أهلي! إن أهلي أكرم الناس ، وأنا أكرم من أهلي مجتمعين! وبالفعل كان ما قالت! وعند الولادة طلب منها الابن الأكبر أن تُسمي المولودة الأنثى على اسم أمه ، وأعلمَها أنها رغبة الجميع ، فلبت طلبه على الفور ، لتغمر قلبه سعادة وحبًا ، وبعد عودتها لبيتها لم تُهمل في حق أحدهم يومًا ، وكانت كلمتها الدائمة: (الخمسة أولادي)
© 2024 - موقع الشعر