فصيح(أسطورة الأذهان) - أحمد بن محمد حنّان

ماملتُ عن دربِ العلوِّ ولا السما
أو ملتُ أرجو في الشموخِ محتَّمَا

بل مالتْ الأقدارُ والدنيا معًا
فظننتني أهوِي بذلك مرْغَمَا

أنا كوكبُ الأفقِ البعيدِ وليس مِنْ
سُدمِ النجومِ لكي أسُودَ وأفْحَمَا

أنا في اِكتمالِ الكونِ أعبرُ مرةً
فلتنتظرْ بعدي القيامةَ مَقْدَمَا

أنا دورةٌ للوقتِ دون عقاربٍ
فيها البحارُ تمدُّ شوقًا مُلْهَمَا

أحييْ من الشفقِ الحزينِ حكايةً
فتُعسعسُ الغسقَ المهيمنَ مُعْجَمَا

حتى إذا بلغَ النصابُ أناملي
تتنفَّسُ الأوراقُ حسنًا مُكْرِمَا

ليذوبَ فيها كلُّ ثغرٍ عاشقٍ
ألِفَ الحلاوةَ واِستلذَّ المغْنَمَا

فأعيذُها من شهرَ يارَ وخبثِه
في ليلةٍ أخرى تراودُ مبْسِمَا

أنا شاعرٌ نكأَ الجراحَ بريشةٍ
واِستجوبَ الدمعَ الغزيرَ المُبْهَمَا

ويشُبُّ في صدرِ العذارى شوقَها
ويقيمُ في خدرِ المشاعرِ بلْسَمَا

ويجيِّشُ الكلماتِ سيفًا قاطعًا
إنْ صاحَ طفلٌ واِنتخى مِنْهُ الدَّمَا

في كلِّ وادٍ لي نخيلٌ بيِّنٌ
وفراتُ نهرٍ يَستثِيرُ الأنْعُمَا

أسطورةُ الأذهانِ في غزواتِها
وشفاءُ أعمًى أو أصمٍّ أبْكَمَا

يامن صدحتَ بشكِّ صدرِكَ موقنًا
وأقمتَ لي في كلِّ ريعٍ مأْتَمَا

إن الجحيمَ منازلٌ لحصائدٍ
بلسانِ زورٍ في الظنونِ تكلَّمَا

17/1/2024
© 2024 - موقع الشعر