خــــربــــشــات الــــحــداثــة - عبدالناصر عليوي العبيدي

سيذهبُ كلَّ ماتركَ البُغَاةُ
وتَذْرُوهُ الرِّيَاحُ السّافِياتُ

ويَسْقطُ ماادَّعَوْا زَيفاً لشِعْرٍ
ولنْ يَبقى لهُ إلّا الرُّفاتُ

وإنْ شَغَلَ المنَابرَ والمقاهي
وناصَرَهُ الأَكابرُ والذَّواتُ

طلاسمُ أربكتْ عُمْقَ المعاني
ومِنْ سَقطاتِها انتحرَ النّحاةُ

ليجعلَهَا العَييُّ لهُ مَلاذاً
إذا ضاقتْ عليهِ المفرداتُ

تَلَقَّفَها الشّغوفُ بكلِّ آتٍ
من الأغرابِ كانَ لهمْ أداةُ

فلا البحرُ المُقَرفِصُ فوقَ تلٍّ
مع الأيامِ ترويهِ السقاةُ

ولا قِطٌّ يطيرُ بلا جَناحٍ
ومِنْ طَيَرانهِ تخشى القَطَاةُ

سيصبحُ قِبلةً للناسِ مَهوىً
كنجمٍ فيهِ تأتمُّ الهداةُ

فأَصْلُ الشعرِ تِبْيانٌ جَلِيٌّ
مَتَى غَلَبَتْ عليهِ المُبْهَمَاتُ.؟

سيبقى الأصلُ جذاباً جميلاً
مدى الأيامِ ترويهِ الرُّواةُ

سيبقى صامداً مادامَ عُرْبٌ
بهمْ نَفَسٌ وإنْ قلَّ الرُّعاةُ

فذوقُ العُرْبِ مصقولٌ رفيعٌ
وما تُغرِيهِ إلَّا الطيّباتُ

سيَلْفِظُ كلَّ مولودٍ هجينٍ
غريبٍ قد يجيءُ بهِ الغزاةُ

بثوبٍ عَورَةٍ ما صانَ عِرْضاً
وقد غابتْ عن الجسدِ الحياةُ

أَنُبْدِلُ بالحَصَافةِ شِبهِ عُرْيٍ
ومِن أَثْوابِنا غَارَ العُرَاةُ

فلا تركنْ لِمَنْ يَشْتَاطُ غَيظاً
ولا تسمعْ لِما قالَ الوشاةُ

فمَنْ يَعْتَدْ على زادٍ وفيرٍ
فهلْ تُغنِيهِ في يومٍ فتاتُ

---------------
عبدالناصرعليوي العبيدي

© 2024 - موقع الشعر