المنتقبات الخمس الصديقات - أحمد علي سليمان

لم تكنْ بلواكِ - عنا - خافية
بل فطِنّا لِلّكاع الداهية

مُذ عرفناكِ خَبَرْنا بالذي
تنتوي أختُ الشرور الواشية

مُذ كشفناكِ أخذنا حِذرَنا
من شَرودٍ - عن جِوانا - نائية

مُذ سمعنا منكِ قلنا: لا تعِي
ثم قال البعضُ: هذي هاذية

ثم قلنا: عَلها أن تهتدي
ثم تُمْسي لسواها هادية

وزعًمنا الخيرَ يأتي لاحقاً
لكنِ الزعمُ انقضى في ثانية

لم تزلْ تُوشِي ، وتغتالُ الإخا
وتُمَنينا بحِرص الحانية

لم تزلْ تُغري بقول وادع
مثل شِعر زخرفتْهُ القافية

لم تزلْ فينا كفيروس فشا
وإذا عَدْواهُ تُهدي القاضية

نحن قررْنا بألا تُصبحي
بيننا أختاً تُزيلُ العافية

اغرُبي عنا بعيداً ، إننا
لا نحِبُ التُرّهاتِ الواهية

إن تكلمْنا فعدلٌ قولنا
قولنا لا يحتوي من لاغية

اخرجي - من بيننا - مهزومة
جَمْعُنا لا يَحتفي بالغافية

كم برئنا من قليلات الحيا
إذ بُلِينا بالأمور البالية

كم صُدِمْنا في أخَيّات الهوى
عندما غلبْن دربَ الهاوية

فاتخذناهُ قراراً صائباً
بعدَ تفكير وشورى واعية

اذهبي ، لا تنكئي آلامَنا
ودَعِينا من وُعودٍ غاوية

مناسبة القصيدة

(صديقاتٌ حَشيماتٌ خمس ، تعاهدْن على الحب والنصح ، وبذل المعروف ، وإسداءِ الخير للغير! ودخلتْ بينهن إحدى النساء من عَدوّات أنفسهن ، ولم يكن لها ذاتُ السمت ولا ذات الطبع ولا ذات الخلق! وأرادتِ الإيقاعَ بينهن فلفظنها جميعاً وطردْنها من بينهن!ومن هنا حييتُ شعراً ونثراً منتقبات قصيدتنا البطلات الخمس! ذلك أنهن اكتشفن أن بينهن ساقطة واشية مغتابة نمامة ، إن بقيت أوقعت بينهن وأفسدت علاقتهن ، وأزهقت روح المودة! فسارعن إلى اجتثاثها من بينهن كما تُجتث الشجرة الخبيثة من الأرض لئلا يستشري خبثها فيمن حولها من الناس! وكانت قصيدتي هذي ترجمة لإعجابي بسلوك المنتقبات الخمس الحكيمات العاقلات الفطنات!)
© 2024 - موقع الشعر