فيضان طفلة الإرهاب - أحمد علي سليمان

هو الشعرُ يبكي اغتيال الصبايا
يُجاملُ – بالدمع - أهل الضحايا

ويشكو - إلى الله - ظلم الأعادي
وغدرَ الرفاق وسوءَ النوايا

تربّع - فوق العروش - الطواغي
وما ذاك إلا بفعل الخطايا

وباء الأنامُ بأسوأ حال
وفي جَعبة الحال مُر القضايا

وطالتْ سيوفُ العِدا كل طفل
وهذي الجريمة أعتى الرزايا

وطفلتنا - في الروابي - تغني
وتعزف مثل الهَزار التحايا

وألفاظها - مِن أساها - ثكالى
وقد خبأتْهن بين الحنايا

تشاطرُ أهل الجوى ما اعتراهم
وتنصَحُهم باحتساب المنايا

وجاء الصغيرةَ ما قد دهاها
فأعداؤها بادروا بالشظايا

رأوا صِيتها ذائعاً في قراها
كأنّ لها - في الجهاد - السرايا

تجاهدُ أعداءَها في جلادٍ
ومِن جيشها - في البلاد - بقايا

وتحصُدُ فرسان هودٍ بسيفٍ
وتأخذ كل النساء سبايا

وإرهابها فاق بأس التحدي
وخالف - ما للقنا - من وصايا

فقالت يهودُ: لنبدأ بهذي
وبعدُ نتابع أشقى الخلايا

ألا طفلة الرعب حُزتِ المعالي
وإنّ الشهادة خيرُ العطايا

مناسبة القصيدة

(قتلها اليهود عامدين ، وهي صبية في السابعة. وادّعوْا أنها طفلة الإرهاب. فبكيتها شعراً عندما علمتُ بمقتلها. عند مسلم عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً كَانَ أَرْحَمَ بِالْعِيَالِ مِنْ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم. «قَالَ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ مُسْتَرْضِعاً لَهُ فِي عَوَالِي الْمَدِينَةِ. فَكَانَ يَنْطَلِقُ وَنَحْنُ مَعَهُ. فَيَدْخُلُ الْبَيْتَ وَإِنّهُ لَيُدّخَنُ. وَكَانَ ظِئْرُهُ قَيْناً. فَيَأْخُذُهُ فَيُقَبّلُهُ. ثُمّ يَرْجِعُ». وعند الحاكم قال: «لَيْسَ مِنّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرِفْ حَقّ كَبِيرِنَا». وعند أحمد والترمذي وابن حبان قال: «ليس منا من لم يوقر الكبير ويرحم الصغير ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر». وأبو داود والترمذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ مِنّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرِفْ شَرَفَ كَبِيرِنَا». ومن أخلاقيات الحرب في الإسلام أن المرأة والطفل والشيخ لا يقتلون إلا إذا كانوا محاربين!)
© 2024 - موقع الشعر