إحدى الحسنيين - أحمد علي سليمان

ألا إن (داريَ) لن تنسحبْ
من الحرب مهما دَهتها النوبْ

ولن تستجيبَ لمن راهنوا
علي النيل منها بغير السبب

ولن تُرخصَ اليوم أغلى الدِما
وإن لامها الغربُ بعد العَرَب

لماذا يُريدون إذلالها؟
لماذا يَكيلون أخزي الخطب؟

يبيتُ الجميعُ بلا غصةٍ
و(غزة) يسرقها المُغتصب

تُعاني الحصارَ وقصفَ القرى
ودُوراً على أهلها تنقلب

وتبكي المساجدَ قد دُمّرتْ
وباتت على الأرض مثلَ الكُثُب

وتشكو المُصابَ لرب السما
وتُمسي على من ثوى تنتحب

ولن يُرجعَ الدمعُ أطفالها
وغاداتِها الطيّباتِ النسب

وتَعجبُ كيف يريدُ الورى
إبادتها بالهوى واللعب؟

ألا إنها أبصرتْ دربَها
وأدركتِ اليومَ ماذا يجب

فإما حياة لها عِزها
يكون لها – بالجهادِ - الغَلَب

وإما مماتٌ له أجرُهُ
جنانُ المليك لمن يَحتسب

لغزة جيلٌ له بأسُهُ
ببعض دِما مَن قضى يَختضب

يُحب الجهادَ ، ويحيا لهُ
ومِن ساحة الحرب لا يَنسحب

ويُدركُ أعداؤه عزمَهُ
ويومَ الكريهة لا يَضطرب

مناسبة القصيدة

إحدى الحُسنيين (إن أهل أرض الرباط الكرام بين خيارين لا ثالث لهما: (إما النصر والحياة الكريمة ، وإما الشهادة). واعتدنا أن نقول: كلاهما مُر أو أحلاهما أمَرُّ من الآخر. ولكنني أقطع بأن هذين الخيارين كلٌ منهما أشدّ حلاوة من الآخر. وإنني لأسأل: في أي شيء يَطمعُ المسلم؟ إنه يَطمع في عيش السعداء أو موت الشهداء. حياة طيبة كريمة وفق المنهج الرباني ، أو الموت في سبيل الله. وهذا ليس موتاً بل حياة حقيقية. (بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون) ، (بل أحياء ولكن لا تشعرون). وكل منهما غاية وأملٌ فإما الحياة في ظل النصر ، وإما الشهادة)
© 2024 - موقع الشعر