فصيح( "فتريثي ياقدس") - أحمد بن محمد حنّان

أوَّاهُ من قلبٍ به أسفارُ
في ليلِ نحسٍ لم يُجبْهُ نهارُ

وكأنني من هولِ أمرٍ قد جرى
نارٌ تُقلبها اللظى والعارُ

أفيقتلُ الطفلُ البرئُ ولم نزَلْ
في رِيبةٍ لتقُصَّها الأخبارُ

أفيقتلُ الجمعُ الغفيرُ لنزوةٍ
ويعيقُنا عن دينِنا الإنكارُ

أوَّاهُ من كبدٍ تخطَّفها الأسى
في دمعةٍ يُبدي بها الإبصارُ

ماذا أقولُ إذا دُفنتُ بحفرةٍ
ودنا السؤالُ ووحدتي وستارُ

ماذا أقولُ إذا المقابرُ بُعثرتْ
وتكبَّلتْ في نطقيَ الأعذارُ

كيف السبيلُ لكي أروغَ بناظري
في يومِ حشرٍ والشخوصُ شعارُ

يَامَنْ يقولُ مؤامراتُ خيالِكمْ
وحشٌ يُسكَّنُ فينةً ويثارُ

فلينظرِ الآنَ العلوجَ تجيشتْ
وعتادُها الصاروخُ والأقمارُ

وتجمَّعَ الأوغادُ من كلِّ الدُّنا
يَنوونَ غزَّةَ والحصيلُ دمارُ

أتكونُ منفىً والحصارُ يلوكُها
وتُزادُ قهرًا والعدوُّ يجارُ

ياقدسُ لو في قتلِ نفسي فسحةٌ
أزهقتُها في عزةٍ تنهارُ

لكن لي صبرًا جميلًا في تقًى
عند المصائبِ يعتليهُ وقارُ

لن تسمعي لصدى الجبالِ ترددًا
وصخورُها يلهو بها الإعصارُ

فالمسلمونَ العرْبُ فيها لانَهمْ
كبرُ الموائدِ والكرى ودثارُ

فتريثي ياقدسُ لا تتعجلي
فغدًا سيأتي طبعُهُ إيثارُ

18/10/2023
© 2024 - موقع الشعر