قلَّدتُه المأْثورَ من أَمداحي؟ - أحمد شوقي

قلَّدتُه المأْثورَ من أَمداحي؟
لكَ في العالمين ذكر مخلدْ

يتجاوزون إلى الحياة ِ الجودا
هل من بُناتِك مجلسٌ أو نادي؟

ولدَ البدائعَ والروائعَ كلها
وحياة ما غادرت لك في الأح

ياء قبلاً ولم تذر لك بعدا
باني صروح المجدِ ، أنتَ الذي

تبني بيوتَ العلم في كل ناد
صبغ السوادُ حَبيرَهُنَّ

إِنَّ القضاءَ إِذا رمى
أَو دَعْ لسانَك واللغاتِ، فربّما

دكَّ القواعد من ثَبير
اللاعبات على النسيم غدائراً

الراتعات مع النسيم قدودا
ودهى الرعية َ ما دهى فتساءلوا

بين الرفارف، والمشا
وفتوحُ أَنورَ فُصِّلت بِصفاحِ

لك في البحر في كل برج مشيد
في كل مُظلِمة ٍ شُعاعٌ هادي

ذكروكَ والتفتُوا لعلك مُسعِدٌ
ذِكْرَ الصغير أباه في الأخطار

قل للأعاجيب الثلاث مقالة ً
فانهار بيِّنة ً، ودُكَّ شهيدا

فلكٌ يدورُ سعودُه
أُوحِيَ مِنْ بعدُ إِليه فهاد

فأسى جراحَهمُ وبلذَ صداهمُ
إِسلام من حُفَر القبور

وجد السوادُ لها هَوَى المُرتاح
لله أنت ، فما رأيتُ على الصفا

الناهلاتِ سوالفاً وخدودا
سمعاً لشكوايّ ، فإن لم تجد

منك قبولاً ؛ فالشكاوي تُعاد
لهفِي على مَهَجٍ غوالٍ غالها

والبحرِ في حجم الغديرِ
عدلاً على ما كان من فضلكم

في العالمينَ عزيزَة َ الميلاد
عند المُهيمن ما جرى

شركُ الردَى في ليلة ٍ ونهار
ورُفعتِ من أخلاقهم بِعماد

العاثراتُ من الدلا
لولا جُلَى زيتونيَ النَّضْرِ؛ ما

ذهبوا فليتَ ذهابهم لعظيمة ٍ
هارون في خالي العصور

وتصون النوال عن حسن صنع
أَو خَلِّ عنك مَواقفَ النصاح

المترَعاتُ من النعي
كالموتِ في ظِلّ القَنا الخطَّار

إن نحن أكرمنا النزيل حيالها
فالضيفُ عندك موضعُ الإرفاد

الحقُّ أَولى من وليِّك حرمة ً
ليس من يفتح البلاد لتشقى

عاد الأمانُ وعدتَ يا بنَ محمد
والبدْرُ يجملُ عند أَمن السَاري

أَدُّوا إِلى الغازي النصيحة َ يَنتصحْ
وب والشام أن عهدك عسجدْ

في الحسن من أثر العقول وبادي
إن شئتَ فانزلْ في القلوب كرامة ً

الآمراتُ على الولا
تقضي السياسة ُ غيرَ مالكة ٍ لما

حكمت به نقضاً ولا توكيدا
قم قبِّل الأحجارَ والأيدي التي

أخذتْ لها عهداً من الآباد
وأُرضعَ الحكمة عيسى الهدى

أيدتهم قرابة ٌ وقبيل
وأرى الله وحده لك أيد

ودُفنتِ عند تبلُّج الإِصباح
وأَقول مَن رد الحقوقَ إِباحي؟

فاستقبلا صفوَ الليالي واسحبا
لِكَ في يدِ الملكِ الغفور

خُلقوا لِفقه كتيبة وسلاح
أَرواح غالية ِ المهور

يَدنو بها القاصي من الأوطار
إنّ الحكومة َ من يمينك في يدٍ

مأمونة ِ الإيرادِ والإصدار
والروض في حجم الدنا

بين الشماتَة ِ والنكير
فانصرُ بهمتك العلومَ وأهلها

بين المعاقل، والقَنا
خفضوا الرؤُوسَ ووتَّروا

أَأَقولُ مَن أَحيا الجماعة َ مُلحِدٌ
الراوياتِ من السُّلاف محاجراً

بالأَمس أَوهى المسلمين جراحة ً
بدورَ حسن ، وشموسَ اتقاد

بنِيَّ يا سعدُ كزُغبِ القَطا
ما ينتهين من الصلا

ة ِ ضراعة ً ومن النذور
ولاأرضُ من أنوارِ ذاتك أشرقت

لا تُخِلها أبداً من الأنوار
وترى الأمر بين قلبٍ ذكيّ

في يديه وبين جفن مسهَّد
ورُبَّ نَسلِ بالندى يُستفاد

خ على الخَوَرْنَق والسَّدير
مَوْشِيَّة ً بمواهب الفتاح

ب كما شبَّت الأهلّة مُردا
اطلعْ على يمنٍ بيُمنك في غدٍ

وتجلَّ بعد غدٍ على بغداد
صفيرُهُ يَسلُبني راحتي

وكان من يققِ الحُبور
من مبلغٌ دارَ السعادة أنها

ن على الممالكِ والبحور
واليوم مدّ لهم يَدَ الجرّاح

بردُ الخلافة ِ والسياسة ُ جذوة وحم
أَين الرَّوِيَّة ُ، والأَنا

عطفٍ ومن نصرٍ ومن إكبار
حتى تناول كلَّ غيرِ مباح

حين أخمدتها ولم تمك تخمد
من كنتُ أَدفعُ دونَه وألاحي

وقفوا بمصرَ الموقفَ المحمودا
باقٍ، وليس بيانُه لنفاد

هل من ربيعة حاضرٌ أَو بادي
لم يخترع شيطان حشان ، ولم

تخرج مضانعُه لسانَ زياد
ودَّ الرشيدُ لو انها لزَمانِهِ

العاثراتُ من الدلا
زعموا الشرق من فعالك قلقاً

سمة ً يتيه بها على الأعصار
شعراً ، وإن لم تخلُ من آحاد

لا أقنع الحساد ، أين مكانها
في الحقِّ من دَمِكَ الطَّهور

ضجَّتْ عليكِ مآذنٌ، ومنابرٌ
أن تجعلوه كوجهه معبودا

فانظر ، لعلك بالعشيرة بادي
اللاعباتِ على النسيم غدائراً

غنَّى الأصيلُ بمنطقِ الأجداد
واملأوا مسمعَ الزمانِ حديثاً

في كلِّ غُدوة ِ جُمعة ورواح
يومٌ تُسميهِ الكِنانة ُ عيدا

جعلَ الجمالَ وسرَّه في الضاد
مدرسة ً في كلِّ حيٍّ تُشاد

يا كريم الجدود عش لبلادٍ
عيشها في ذَرَى جدودك أرغد

الجهلُ لا يلِدُ الحياة مواتُهُ
إلا كما تلدُ الرِّمامُ الدودا

أَمَحَا من الأَرض الخلافة َ ماح؟
نَ وبالخليفة من أسير

بين فلكٍٍ يجري وآخر راسٍ
ولواءٍ يحدو وآخرَ يُحدى

وبه يُبارك في المما
لكِ والملوكِ على الدهور

ولَّتْ سيوفُهما، وبان قناهُما
يُفتَى على ذهبِ المُعزِّ وسيفِه

وطريقَ البلاد نحو المعالي
وسياجاً لملك مصرٍ وحَدا

عند المُهيمن ما جرى
في الحقِّ من دَمِكَ الطَّهور

أنت أنشأته فلم تر مصرٌ
جحفلاً بعده ولم تر جُندا

القابضين على الصَّلي
ل كجدِّهم ، وعلى الصَّرير

والناسَ نقلَ كتائبٍ في الساح
أن يجاروا الزمان وصلاً وصدّا

مِ العادِلِ النزِهِ الجدير
شاكياً للبنين والأمر والصح

وقبيحٌ بالدار أن تعرفَ البغ
ضَ وبالمهدِ أن يباشرَ حقدا

ونُعيتِ بين معالم الأَفراحِ
© 2024 - موقع الشعر