فصيح(ورق اليقين) - أحمد بن محمد حنّان

جاء الخريفُ
كَكلِّ أعوامِ السنةْ،

وتسلَّطتْ ريحُ المذلَّةِ
تُسقْطُ الأوراقَ

حين غُدوِّها،
وتَجرُّها لحنًا جميلًا حينَ

عودتها بحيِّ
مسامعي،

وأمامَ عيني
ترقُصُ الأمطارُ

صبحًا في الظلالِ وفي
المساءِ على

مصابيحي
وأضواءِ القمرْ،

ها قد أمطتُ
الكبرياءَ براحتي ودعوتُ

إحداها
تُراقصُ في الطريقِ أناملي،

فتدور بي وتدور بي
وتدور بي قصدا

لتدخلني مقاهيَ بلدتي؛
_____________

يا نادلًا جئني
بكاملِ مطلبي،

مالي أراكَ شريدَ
ذِهنٍ فيهِ خوف؟!،

مالي أراكَ تطيلُ في
عجَبي الوقوفْ؟!،

فأشارَ في خجلٍ هناكْ،
أبعد قليلًا في سناكْ،

أترى ظلامَ الزاويةْ؟،
لا بل أرى نورًا يقاومُ هاويةْ،

ياطفلةً في النقطةِ العمياءِ
تمكث عاريةْ،

وتظن أن النَّاسَ
في التحليلِ يأمرها

عُمرْ،
وطقوسُهم رميُ الحصى،

رفقًا بنفسكِ يابنتي
لن تُرجمي في الزاويةْ،

فالكلُّ ملهوفُ القطوفِ
الدانيةْ؛

___________
خدعوكِ في

نقلِ المشاهدِ دميتي،
والقلب أُوقِدَ من زيوتِ الألسنةْ،

فقدمتِ في
سخطِ الدماءِ وغيضِها

تتراقصين لتغضبي
مَن حولَنا،

قري بعينٍ واحدةْ،
طيبي منامًا ياملكْ،

فعلى النعاجِ
اِستأمنوا نابَ الذئابِ

الجائعةْ،
وتَصعلَكتْ كلُّ الكلابْ،

ونخاسةُ الإنسانِ
بين العالَمَينِ تجددتْ،

لا لَمْ تَعُدْ وسْمًا
وسوطًا لاذعًا،

فالحُرُّ يدخلُ
في المذلِّةِ راغبًا،

ويبيعُ أثمنَ
مالديهِ زجاجةً للخمرِ

يفتحُها الطربْ،
أدري بأنَّي لعنةُ

الفرعونِ في الكنزِ
الثمينْ،

وبأنني لستُ الصدى
أو من نجومِ الفرقدينْ،

أنا شاعرٌ بالنورِ أملأُ ريشتي
لأطيرَ في ورقِ اليقينْ.

13/9/2023
© 2024 - موقع الشعر