قــصــيــدة حــــي الــمــبــاهج فـــي الــســنا؟ - دكار مجدولين

قصيدة حي المباهج في السنا؟
....................................................

دكار مجدولين
....................................................

حي المباهج في السنا واكتئابها
تغدو الدنيا في بهجة من نسى انتسابها؟

فالأحلام ها هنا تصطفي في ذكراها
فدع الأحلام وكن هنا في غيابها؟

ولا تتوهم فالشر يدعوا بسحابها
فدع المطر ينزل على رحابها؟

فكلما وسعت دنيتي زانت يمناها
وكلما مرت نسمة ناشدت ذهابها؟

وصفر كالريح وانكر صوت حفيفها
ودع المولى يكن علينا في انتصابها؟

واغمض عينك وتنسم هواها
تنسم ريحا غنت في رحابها؟

فإن الرب أوصى أن نتأمل سرابها
فكل ما نحتاج هنا في انتسابها؟

وكل ما غاب عنا بغيابها
أضحى سرب طير من أسرابها؟

فدع النفس تمني حليفها
ولا تدعها تشتكي من شبابها؟

دع المشاعر وانتحابها
دعها لتتجنب خرابها؟

ولا تأمل المدد من انتخابها؟
لا تأمل وإن ازدانت أيامها

فالدمع أضحى سر من أسرار انسكابها؟
فلنأمل خيرا تزدان حياتنا بخيراتها

ولا نكن عصاة فإن ماضينا أليما باكتئابها؟
ويا قلم أكتب فصول خطابها

تصير دنياها تشتكي في وجع اغترابها؟
ولا تمنح لصاحبك سرها

فينفتق لسانه ويبوح بانقلابها؟
فحي الخطوب واعلن صفاها

تكن الخطوب حميا في اكتسابها؟
فحي المباهج في غربة ازدانت الروح باغترابها

ودع الوجوه تعانق لذة ترابها
فالأحزان يا صديقي بئر رجائها

فلا تكن أساس في خرابها
ودع النفس تسلوا بقلبها

دعها تستفيق باطنابها
فالظلام باب من أبوابها

والنور شمس اعلنت احتجابها
فدع الرقيب يعلن اكتسابها

دعه لعله قادر على انجابها
فمن رحم المعاناة تولدت أحزانها

و من رحم المخاوف تجلت ذئابها
فناب ذئبها قادرة على نهش لحومها

فليتها ضلت مختبئة في أشجارها
فأني اليوم سأعلن للمدى انتسابها

فلا تدعنا في أحزان نصير في عتابها
و اكتب لعل الكتابة تفيدك في اكتتابها

ودعنا نسطر كل حرف كان من نصابها
فالمصاب جلل هو ذاك الذي تجلى بسحابها

والمصاب قد داس شعورا ففاضت اكتئابها
فليت الأيام التي نبتغيها تبتلينا

فلا حزن ولا غصص تحلو بضبابها
فاكتب القصيد -إن شئت- فأمر الساعة عند ربها

لا يعلم غيبها إلا رب خلق الكون و مجد رحابها
© 2024 - موقع الشعر