زمنٌ يتساقط - محمد عبدالمرضي منصور

مرَّ الَّذي قد كنتُ أهواهُ
في الغيمِ أضحى والعَتْمُ ممشاهُ

ضاع شبابٌ كُنتُ أحسَبَهُ
كالنهرِ جارٍ والبحرُ مرساهُ

جفَّ وظهر الوحلُ بالقاعِ
والسَّمَكُ وهَنَ والجوعُ أشقاهُ

والوجهُ ذَبُل وبات مُصفرَّاً
مثل الحُطامِ فالزَّمنُ أبلاهُ

واليومَ صار اسْمي كاللَّحْنِ
البعضُ بالعَم و الخالِ ناداهُ

اليومَ بدَت أوراقي تتساقط
والجِذْعُ جفَّ والتعبُ أضناهُ

والخَشَبُ أضحى كالقدمِ للجسدِ
والوجعُ زادَ والعظمُ أوعاهُ

طُعمي بغيرِ طُعُومٍ أُدركها
حتى الشَّرابُ صرتُ أخشاهُ

صار الَّذي بالأمسِ أعرفهُ
وجهاً غريباً فاليومَ أنساهُ

أمَّا الَّذي قد كنتُ أحملهُ
بات الطبيبَ وصرتُ مرساهُ

وسألتُ نفْسي والزَّمنُ يتساقط
هل كان عَمَلي كالنورِ ألقاهُ

هل كنتُ أعملُ والنعمُ تنهمرُ
بالجسدِ عملاً "الْحَقُّ" أوصاهُ

أمْ كنتُ الْهُو والكِبْرُ يقذفُني
بحِمَمِ جحيمٍ والمثوى أدناهُ

الآن أسدى نصحاً وإرشادا
إلى ابنِ آدم فالعقلُ أعلاهُ

لا شيء يبقى إلّا ما كُتِبَ
عملٌ في عمرٍ للنَّفسِ تحياهُ

© 2024 - موقع الشعر