ثورة الأشواق - عبدالناصر عليوي العبيدي

مامرَّ طيفُك في كوى أحداقي
إلّا وشبَّ النارَ في الخفاقِ

وتلاطمَتْ أموجُ بحرِ مواجعي
هدّارةً بالليلِ و الإشراقِ

نهرٌ من الآهاتِ يجري في دمي
وحرارةُ التنّورِ في الأعماقِ

وجيادُ عشقي في الضلوعِ حبيسةٌ
وصهيلُها كالرّعدِ في الآفاقِ

جاشَتْ كما البركانُ في غليانِه
من ذا يقاومُ ثورةً الأشواقِ

فبَكتْ حروفي مِثلَ جرحٍ نازفٍ
ينسابُ آهاتٍ على الأوراقِ

فتضمّختْ حُمْرًا بلونِ نجيعِها
وتناثرَتْ وردًا على العشّاقِ

هلّا شَمَمتِ مع الصباحِ أريجَها
ولَمَسْت فيها لهفةَ المشتاقِ

أمْ أنَّ طغيانَ الصدودِ يردُّها
لتعودَ متعبةً من الإخفاقِ

فَصَلِي مُحِبًّا قد تَعَنّى في الهوى
والوصلُ للعشّاقِ كالترياقِ

قد هدهُ الترحالُ في دربِ الهوى
والنفسُ قد عانتْ من الإرهاق

© 2024 - موقع الشعر