عليك من قلبي السلام/ شعر: صالح عبده الآنسي - صالح عبده إسماعيل الآنسي

أهو المِلالُ؟!، أمِ الغِيابُ أُفُولا؟!
أمْ هل نَوَى القلبُ الرَّؤومُ رَحِيلا؟!

أمْ أنَّهُ ظرفٌ ألَمَّ، ولَمْ تَقُلْ
لي عنهُ يا طُهرَ الغَمَامِ خَجُولا؟!

عامانِ مَرَّا، ونيفُ عامٍ بعدَها
والوُدُّ حبلُكَ كانَ بي موصُولا

رِدحًا مِن السَّنواتِ كُنتَ بِجَانِبي
وكأنتَ لم يُهدِي الإلهُ مَثِيلا

وكأنتَ لَمْ أُحبِبْ، ولَمْ آمَنْ لَهُ
وإلى وَفَاهُ، إلى بَقَاهُ طَوِيلا

وكأنتَ في دربِ الحياةِ صَحِبتَني
سَنَدًا وعوناً ما صَحِبتُ نَبِيلا

وكأنتَ عن كُلِّ الأنامِ كَفَيتَني
ما احتاجَ نبضي أنْ يرومَ بَخِيلا

وكأنتَ في معنى الكَمَالِ مَنَاقِبًا
لا ما التقيتُ، ولا اصطفيتُ خَلِيلا

فعليكَ مِن قلبي السَّلامُ مَحَبَّةً
أزكى مِن المُزنِ الهَتِينِ هُطُولا

تغشى فؤادَكَ نبضَ قلبِكَ أينَمَا
في كُلِّ دربٍ قد خطرتَ جَلِيلا

وبكُلِّ آنٍ في صَبَاحِكَ والمَسَا
وبكلِّ دارٍ قد نزلتَ فَضِيلا

وبكُلِّ رُوحٍ طِيبُ رُوحِكَ طِبُّها
وبكُلِّ قلبٍ قد بُعِثتَ رَسُولا

هيهاتَ أنٔ أنساكَ حَتَّى لحظةً
أو يخبُو وُدُّكَ في الفُؤادِ فَتِيلا

فالصدرُ صدري أنتَ بينَ ضُلُوعِهِ
شمسٌ تَشُعُّ بخافِقِي قِندِيلا

شعر: صالح عبده الآنسي
© 2024 - موقع الشعر