ترفق بالمتوق

لـ مرتضى فيلي، ، في غير مصنف، 3

ترفق بالمتوق - مرتضى فيلي

ترفَّقْ بالمَتوقِ مِن العِيالِ
ترفَّقْ إنَّ دَمعَ الحُرِّ غالِي

لقَد عجَّلت إذ حكَّمت هَجرًا
فهَاك الشَّوق يُنثرُ كٱللآلِ

فأَنعِمْ بالبقاءِ وهاكَ شعري
ليَحظَى مَسمعَيكَ مِن النوالِ

ويَعجبُ سَامِعي مِن بأسِ نَظمِي
وإِنَّ الطَّوعَ يَكمنُ فِي المُحالِ

ومَا شِعرِي وفِيهِ يقلُّ وَصلٌ
بأَن يَزهُو بقَافِيَتُي وبَالِي

فأُخفِي مِن نِظَامِي مَا أُوَارِي
وأَنثُرُ مِن حُروفِي ما بَدى لِي

فنَظمِي لَا يُملُّ وكُلُّ نَظمٍ
علَى التِّردَادِ يُبرَمُ مِن مَلَالِ

فَدَعْ أَقوَالَ مَن يَهفُو لبَينٍ
لمَن يُهفُو إِلى قِيلٍ وقَالِ

وعَجِّلْ بالوَصَالِ لقَلبِ تَيمٍ
وإِنَّ التَّيمَ دَومًا فِي عُجَالِ

لعَلَّ القلبَ يَطربُ بِي فأَثنِي
إِليهِ ما تَنَاثرَ مِن وَبَالِي

وعلَّ الطَّيفَ يُسعفُ طَرفَ صَبٍّ
يُطوِّفُ كلَّ حِينٍ فِي خَيالِ

وهَيهات الوصَالُ بغَيرِ صَبرٍ
فتِيكَ الشَّمس تَصبرُ للهِلالِ

أَيغلبُنِي مِن الأَفلاكِ جُرمٌ
وضَوءٌ للأَهلةِ فِي المعَالِي

فها أَنا ذا لهُا قَمرٌ وقلبِي
يُضيءُ لهَا دروبًا مِن خِلَالِي

فوَا لهفِي لمَن تحبُو إِليهِ
خُيولُ العَينِ تُعتقُ فِي الجَمَالِ

وتَختَبرُ الهَوى فينَا بَلَايا
وليسَ كمثلِنا في الشَّوقِ سَالِي

إِذَا نَادَى المُحبُّ بنا حَبُونَا
علَى جمرِّ الدُّرُوبِ ولَا نُبَالِي

إِذا مَا حَالُ دَهرِي لَم يَرُقنَا
قلَبنَا الدَّهرَ قسرًا بالخَيَالِ

© 2024 - موقع الشعر