وما تخفي صدورهم أكبر - أحمد علي سليمان

انصبوا للفِكْر - يا حمقى - الكمينْ
واخنقوا الآراء بالحقد الدفينْ

زيّفوا التاريخ عمداً ، وادعوا
أن بالأحداث - مسّات - الجنون

وانسجوا الزور ، فأنتم أهله
عندكم أغنت عن الحق الظنون

كم تجاهلتم كتاباتٍ سَمَتْ
وأبانت هدي رب العالمين

مدحتْ بالخير أصفى مُرسل
سيد الخلق إمام المرسلين

كم تحديتم مقالاتٍ رأتْ
في هُدى إسلامنا النور المبين

ثم سَفهتم نهى أصحابها
بالكلام الغث واللفظ المشين

فهل التاريخ أدلى دلوه
في الذي خضتم ، وداجى مَن يخون؟

وهل الكيد استمرّت ناره
تحرقُ الحق بأشواظ الطعون؟

أم رجعتم يا غواة القهقرى
عندما الحق محا بأسَ الفتون؟

وإذا التاريخ يفري مَكرَكم
باجتهاداتٍ رآها المنصفون

نقبوا في كُتْب قوم ألفوا
وخصوصاً مَن مَضَوْا في الغابرين

بحثوا عن كل فحوى غيبتْ
واستمرّ البحث ردحاً مِن سِنين

فإذا بالجهد يؤتي أكْله
باكتشافاتٍ هي الصيد الثمين

وإحالاتٍ لها مضمونها
تنشرُ النور ، وتجتث الدجون

تُظهرُ الحق فيُستهدي به
في دياج آنستْ جري السنين

وتُجلي للورا مَن حرّفوا
فأبانوا كل ما خط استالين

ثم لم يُخفوا حروفاً صاغها
مِن عقودٍ - في قراطيس - لينين

وأضاعوا كل إرثٍ عادل
مدحَ الإسلامَ والروحَ الأمين

أو رأى (الضاد) غِياثاً صيّباً
لغة عظمى لها الذكرُ مَعين

لغة تسمو على كل اللغا
ولها شعرٌ نقيٌ مُستبين

أيها الأوغادُ ، ما أحقرَكم
غِشكم يوماً يُذرّيه اليقين

والذي تخفي الصدور هالكٌ
كيدكم مهما ازدهى كيدٌ وَهين

إن يكنْ أغرته سوآى حالنا
فمَليك الناس ذو كيدٍ مَتين

© 2024 - موقع الشعر