همومٌ قديمة - أحمد علي سليمان

همومٌ كم أؤملُ أن تُزاحا
بها أمسى فؤادي مستباحا

رأت أفراحها في دمع عيني ،
وفي - ألم الجوانح - مُستراحا

همُ الخذلانُ يهدم كل صرح
ويقتل - في العزائم - الانشراحا

ويقمعُ - في النفوس - سنا الأماني
ويُدمي القلب قهراً ، والجراحا

ويُشمتُ مَن - له العدوانُ - طبعٌ
ويُزكي الهم ، والحزن الصُرحا

ويكوي - بالجوى - الآمال حتى
تلوكَ الكربَ ، والذل البَواحا

ولو كان التخاذلُ آدمياً
ظفرتُ به ، وأشهرتُ السلاحا

وأدخلتُ السرور على البرايا
ونحوَ الخذل صوّبتُ الرماحا

فكم كانت – لقلبي - أمنياتٌ
تضارعُ - في البها - الغِيد المِلاحا

وحوّلها التخاذلُ عائداتٍ
وليلاً دامساً ، فقد الصباحا

إذا ما الهم عششَ في فؤادٍ
رأى سجناً مدائنه الفساحا

وأمسى الضنك - في دنياه - قيداً
فمَن ذا يُطلق اليومَ السراحا؟

وجدت الهم يُذهبُ كل سعدٍ
ويطرح عن سرائرنا المِزاحا

وآخرهُ يجدّد ما تلاشى
ويقتحمُ المسير والانفتاحا

أجار الله قلبي من همومي
فقلبي - بالذي يُشقيه - باحا

© 2024 - موقع الشعر