وهي تجري بهم! - أحمد علي سليمان

كم كيّسٍ بالبِشْر غيّر منكرا
واصطادَ - بالتيسيير - ألبابَ الورى

وألان - للناس - العسيرَ تقرباً
لله يرجو الأجر جمّاً أوفرا

وأبان أعتى المبهماتِ لحائر
كيلا يظل مُشتتاً مُتحيرا

وسعى لنشر الخير دون تباطؤ
والناسُ تحترمُ الجوادَ الخيّرا

وأزال كل رذيلةٍ تُزري بهم
إن الرذائلَ والقبائحَ تزدرى

وأعار قوّته لعبدٍ عاجز
ليُعينه في المُعضلات ، وينصرا

هو لا يعيشُ لنفسه ولأهله
بل للخلائق منذراً ومبشرا

شتان بين العبد يخذلُ قومه
والعبدِ إن أتت الدغاولُ شمّرا

واللهِ ما استويا: جبانٌ مُمسكٌ
وموحّدٌ شهمٌ تبَش له القرى

ولكَم سمعتُ بلجنةٍ مِن ظلمها
عادت جموعُ الطيّبين القهقرى

تعطى وتمنع دون أي ضوابطٍ
ويبوء بالخسران عبدٌ أنكرا

فاللجنة الكأداءُ تمنحُ بالهوى
وتظلُ تقبلُ – للوظائف - مَن ترى

ويزاحُ كفؤٌ كي يُعيّن فاشلٌ
يغشى الكبائرَ ، بل يُقر المنكرا

ويَضيعُ حقٌ كي يُشيّد باطلٌ
والعالِم المقدامُ يقتاتُ الثرى

لكنّ لجنتنا الكريمة فاضلتْ
واختارتِ القراء مِن أهل الذرى

لم تتخذ لغة الوساطة منهجاً
كلا ، ولا سَمْتَ التحيّز مَظهرا

إذ حُمّلتْ طوعاً أمانة بحثها
عن كل ذي عزم نأى عنه الكرى

ولسوف يسألها الإله صراحة
يوم القيامة وحدها عمّا جرى

فاحتاط أهلوها لمَا قصِدوا له
والكل أدرك ما عليه ، وأكبر

حتى إذا سألوا اللبيب عن الذي
أعياه ، جانبه الصواب وزوّرا

قالوا: السجائر أنهكتك ، فخلها
وهيَ الحرام ، وحَدّها أن تهجرا

فلتُشهدِ الرحمنَ أنك مُقلعٌ
عنها بتاتاً ، ثم خاب مَن افترى

فأجابهم صدقاً بكل عزيمةٍ
ورعى المَقالة والعُهودَ ، ونضرا

© 2024 - موقع الشعر