من وحي التاريخ! - أحمد علي سليمان

مَن لي بمن يُزجي الدروسَ مريرة ويُؤرخ؟
ويُحللُ الأحداث مُعتبراً ، وبعدُ يرسّخ؟

مَن لي بمن يعظ العبيد ليفقهوا ، وليشمخوا؟
ويلقن المستعمرين الدرسَ كيلا يُمسخوا؟

ويسوؤني عجزُ الرواة - اليومَ - أن يستنسخوا
والأمرُ أدهى مِن قصيدٍ - في الدغاول - يشمخ

والصوتُ بُح ، ونبضُ شعري - في الضحايا - يصرخ
وجنى عليّ اليومَ عزمٌ للعِدا لا يرضخ

وعلتْ حناجرُ مَن غفى ، وأريحَ منها الأصلخ
واستعذب العِيرُ الخنا ، فتدنسوا وتوسخوا

وبطابع الذل المُريب المُستكين تلطخوا
حتى غدا - بين الأراذل والكرامة - برزخ

وتوقفوا عن دَوْرهم ، حتى استغاث مؤرخ
واستهجنتهم دارُهم ، وتنكر الأبُ والأخ

عجباً لعقدٍ كان يجمع شملهم لم يُفسخ
والهزلُ عمّ ديارهم ، وعلى البقاع يُفرّخ

والصالحون استنكروا ، واستبشعوا ، واستصرخوا
والجمع يوغل في الضلال ، ويستبد ويلبخ

ومشافرُ التاريخ تذبح مَن يزل ، وتسلخ
وجهابذُ التاريخ صاحوا في الورى: لا ترضخوا

وبكل أنفٍ ثائر يا قومنا فلتشمخوا
والذل يجتثُ العُرى ، ويُشينكم ، ويُوسخ

فاز الألى زرعوا الكرامة - في القلوب - ورسخوا
ويراعة التاريخ تنقشُ ما تراهُ ، وتنسخ

© 2024 - موقع الشعر