من سيرثُ المليون؟ - أحمد علي سليمان

بذلتَ الذي أولاكه الغدرُ مِن وسع
وقد ضجّ بالأخبار تزعجُه سَمعي

وما صدّق العقلُ الذي قيل جُملة
فما قيل شيءٌ لا يُرَجّحُه طبعي

صراعٌ على الدنيا ، وإزهاقُ أنفس
وسفكُ دماءٍ جفوة ألهبتْ رَوْعي

وقتلٌ بلا حق تعدَى حدودهُ
وقد ضاق بالتقتيل عمَّ الورى ذرعي

وإهدارُ أرواح بدون جريرةٍ
كأن دماءَ الناس كالماء والبتع

ومن أجل مليون أتى الدارَ مُجرمٌ
وفي هدأة الليل البهيم بلا قرع

وهل يقرعُ الأبوابَ مَن جاء قاتلاً
ومِن فتحة السقف خرّ بلا نقع؟

وأشهرَ سيف الغدر في وجه نائمٍ
وللسيف - رغم الحِذر - إرهاصة الرّجْع

فقمن البُنياتُ اللطيفاتُ في الدجى
ليدفعن شراً حسبما كان في الوُسع

ويحمين شهماً كان في النوم غارقاً
وليس له أهلون في ذلك النجع

وكلٌ بما طالت يداها تسلحتْ
ومَن لم تجدْ شدّتْ عُري الثوب والدِرع

فواحدة شجّتْ بفأس جبينهُ
بما أوتيتْ من قوةِ الصدِ والدفع

وثانية لمّا تجدْ غيرَ مُديةٍ
فأهوتْ بها ما بين سبع إلى تسع

تؤدّب بالسكين مَن جاء يعتدي
وتعطيه درسَ العُمر في الطعن والقطع

وثالثة لفتهُ جسماً مُضرّجاً
ليُرمَى فتروَى بالدما ساحة الرَبْع

ولما انجلى ليلُ الدجى جاء صُبحُه
وجادتْ عيونُ الكل باللوم والدمع

لأن سؤالاً لا سبيل لردِّهِ
يسائل عن جدوى الجريمة والنفع

ويَدمَغ عَمّاً بالخيانة والغبا
ويُوسِعُه سَباً ، ويأخذ في الصفع

أتفعلُ هذا دون حق ولا حيا؟
أمَا ردّ شيطانَ الهوى وازعُ الشرع؟

بماذا نجيبُ الناسَ يا عمُّ إن أتوْا
يقولون عنك: الأصلُ يبغي على الفرع؟

عليك مِن الله الذي تستحقهُ
وبُؤْ - يوم تلقى الله في الدار - بالدَع

© 2024 - موقع الشعر