مائدة وأسئلة - أحمد علي سليمان

هاتِ يا محمودُ عذبَ الأسئلة
واجعلِ العلمَ - إلى التقوى - صلة

واطرح التكليف أرضاَ والهوى
إن للعلم عظيمَ المنزلة

والتمسْ يا صاح صبراً وافراً
كم بصبر المرء حُلت مشكلة

واحتسبْ جُهداً ووقتاً ، وادخرْ
عند رب الناس أجرَ الأسلة

عصرُنا فيه الفتاوى طوّعَتْ
وهْي - بالتطويع - باتت مُبطلة

لم نعد نعهد فيها مِن هُدىً
ينصرُ الحق ، ويُنهي المَهزلة

ودعاة السوء خطوها ضُحىً
وأثاروا - في الديار - البلبلة

واستساغ الناسُ ما تدعو له
مِن دعاوى - إي وربي - مُخجلة

واستقرّتْ دون إنكار لها
واستمرّتْ دون أدنى غربلة

والألى أفتوْا بها لم يندمُوا
بل تمادَوْا في التدني والبَله

إيهِ يا محمودُ ، لا تعبأ بهم
واهجر الزيفَ ، ودَعْ مَن أصّله

هذه الفوضى لها أربابُها
كل فتوى - في صداها - حنظلة

سوف لن تفتِن عبداً صالحاً
يلزمُ التقوى ، ويهوى المَعدلة

فاكتب النصّ ، وحققْ مَتنه
وتتبعْ مَن روى والسلسلة

وتأملْ كل لفظٍ غامض
ورواياتٍ أتتنا مُرسلة

واحذر الأهواءَ تُزري بالهُدى
وهْي للسوآى - يقيناً - مُوصِلة

واغتنمْ عِلماً تجدْ آثارَه
واسعَ - في درب التلقي - هرولة

وانأ عن أهل المَخازي جُملة
دَربُهم للفسق دوماً مُوصلة

أنتَ أهلٌ للتسامي للعُلا
فاحقر الدونَ ، وخَلِّ الهرجلة

© 2024 - موقع الشعر