إلهي لا أخاف الموت لكن - د. وائل جحا

إلهي لا أخافُ الموتَ لكن
أهابُ لقاكَ من بعدِ المماتِ

فذنبي جاثمٌ في الصَّدرِ ينمو
كشوكٍ جارحٍ بين النَّباتِ

شرايينُ الفؤادِ بها كلومٌ
تزوِّدني بأحبارِ الدَّواةِ

وروحي في سجونِ الوهنِ زُجَّت
مُقَيَّدَةً بوهمِ الأمنياتِ

أحاولُ أن أحرِّرَها بتَوبٍ
فتأبى النَّفسُ فكَّ قيودِ ذاتي

كأنَّ النَّفسَ تهوى مثلَ قيسٍ
أضاعَ العمرَ في حبِّ الفتاةِ

تزيَّنت الدُّنا بلباسِ ليلى
وكم أغوت ضعيفًا بالفُتاتِ

نعم أمضيتُ في الغفلاتِ عمرًا
وتاهَ العقلُ في فتنِ الحياةِ

وإنِّي الآنَ قد وجَّهت قلبي
بذلِّ من ارتدى ثوبَ الجُناةِ

إليكَ فيا رحيم اغفر ذنوبي
فإنِّي لستُ أنكرُ معصياتي

وعاملني بعفوٍ منكَ إنِّي
غريقٌ باتَ يطمحُ بالنَّجاةِ

أعوذُ بنورِ وجهِكَ مستجيرًا
فأيقظني حبيبي من سُباتي

وأحسن يا عظيمُ بذا ختامي
لتسموَ مهجتي يومَ الوفاةِ

شعر د.وائل جحا - ديوان سحر البيان
© 2024 - موقع الشعر