على دين خليله - أحمد علي سليمان

للخير أهلٌ - على أسبابه - اتحدوا
وللشرور عَبابيدٌ - بها - انفردوا

والصاحب الفذ مَن يَزيدُ صاحبَه
رُشداً ليُصبح في صف الالي رَشدوا

وكم بلوتُ صِحاباً كنتُ أحسَبُهم
دِرعاً يقيني إذا الدروعُ تُفتقد

حتى تبين لي فسادُ منهجهم
إذ الصحابُ - عن الشريعة - ابتعدوا

ما قيمة المرء لا تلقاه متبعاً
هُدي المليك؟ ألا إن الهُدى السدد

والآن أسرُدُ بالأشعار واقعة
صحّتْ روايتها والمَتن والسَند

عن صاحب فاسق أودى بصاحبه
علّي أفيدُ بها جموعَ مَن فسدوا

على المعاصي التقى الحِبان دون حيا
وصاحبَ القومَ - في الرذائل - اجتهدوا

والخمر غالت عقولَ العِير قاطبة
وفي القلوب يفورُ السُكْرُ والزبد

أم الخبائث واسأل مَن - بها - شغفوا
ومَن - على كأسها الملعونة - احتشدوا

وعاقرَ الخِلُ مُختاراً سُلافتها
فمَدّ كفاً لها ، وطاوعته يد

واستعذب السُكْر مُختالاً بنشوته
فخالطت دمه ، وتشهد الوُرُد

وغازل الغِيدَ يُزْكِي نارَ شهوته
فبات - في نار ما يُبدين - يَتقد

أبدَيْن - للصب - حُسناً لا يقاومُه
إلا الذي - عن لظى رؤياه - يبتعد

وجرّه العشقُ ، إذ أغرَتْ لذائذه
نحو الفجور ، ولم يمنعه معتقد

واستمرأ الدعرَ في سِر وفي علن
والدعرُ أقبحُ ما يلقى وما يجد

وقِيل أقصِرْ ، لقد يأتي الحِمامُ غداً
فتُبْ ليَقبلَ – منك - التوبة الأحد

والأمس ولى ، وهذا اليومُ لاحَقه
حتى إذا رحلا ، شدّ الرحالَ غد

فقال: تَوْبي عسيرٌ لا سبيل له
فخففِ اللومَ يا من بتّ تنتقد

واقنعْ بما يحملُ التوبيخ من غصص
فما لقلبي - على ما قلته - جلد

ما حيلة النفس في أشهى كؤوس طِلاً
يهفو الفؤادُ لها والقلبُ والكَبد؟

وكيف أصرف عن حُسن النسا بصري
شأنَ الأماجد في عشق النسا زهدوا؟

وكيف أقلع عن زناً بُليتُ به
إن غبت عنه غزا مشاعري الكمد؟

فقيل: أنت بهذا الزعم تطعننا
وكم يُفاجَأ - بالبهتان - منتقد

أقوالك اليوم لا عِلمٌ ولا أدب
ولا احترامٌ ولا تقوى ولا رشد

يندَى الجبينُ لها ، والذوقُ يلفِظها
ويدخل النارَ مَن يهذى – به - الصمم

وجاءه الموت إذ حانت مَنيته
بين الألى مِن رِضا رب الورى طرِدوا

لينظرِ المرءُ مَن أصحابُ رحلته
خيرُ الصحاب التقاة السادة المُجُد

هم غوث صاحبهم في كل نائبةٍ
وهم له الأهل والأعوانُ والسَند

© 2024 - موقع الشعر