صولة الفقر وعنفوان العفاف! ابن المسيب وابن وداعة - أحمد علي سليمان

يا ابن المُسيّب هذا العُرسُ يبتهجُ
على البُنية مثلُ الفجر ينبلجُ

عُرسٌ تسامى عن الدنيا وزخرفها
فزانه الصدقُ والإخلاصُ والأرج

وأشرق الحب - في أنغامه - ألقاً
عرسٌ تتوق – له - الألباب والمُهَج

ورفرف السعدُ في الآفاق مُغتبطاً
وغرّد الشعرُ والأنغامُ والهزج

رزق (الرباب) ، وإن الله أكرمها
إن (الرباب) بهذا الزوج تبتهج

فابن الوَداعة خيرُ الناس قد علمتْ
طلاب علم الشريعة في الورى سُرُج

الباذلون ، وأما الغيرُ منتفعُ
ومَن إذا رحلوا تبكيهمُ الحِجَج

الثائرون إذا أهلُ الهوى فجروا
النورُ هم ، والورى - مِن دونهم - همَج

الناصحون إذا ما روّجتْ بدعٌ
همُ الهداة ، لهم - بين الورى - حُجَج

الاستقامة هم ، يا رُشدَ صاحبهم
وليس - في دربهم - سوءٌ ولا عِوَج

يا (ابن المسيّب) يا ذا الفضل يا بطلاً
أبشر بخير ، ألا هذا هو الفرج

أهديتَ بنتك (عبدَ الله) محتسباً
أدخلتها داره ، ما ردّك الحرج

آثرت فقراً على عِز تضيع به
وقلتَ: همّكِ بالتوحيد ينفرج

وقلت: فقرٌ ببذل العلم منقشعٌ
وصاحبُ الجهل - في إعراضِه - يلج

أعاذك الله مما نال أمتنا
هزلٌ وفسقٌ ، وقد أودى - بها - المَرج

وعربد الجورُ - في أرحابها - طرباً
كيف الحياة ، وقد أردى الورى الخمج؟

تنكرتْ لحياة الطهر ، وانطلقتْ
نحو الحضيض على ساق بها عِوج

في كل عُرس أهازيجٌ وغانية
وحفلةٍ لخيوط الفجر تختلج

وصاحبُ الحق دوماً ضائعٌ أبداً
يجترّ هَمّ الهُدى ، وقوتُه الحَدَج

أما (المهورُ) فقد ناءتْ بكلكلها
تُحدّد المهرَ أعرافٌ بها هَوَج

والحُر - في القيد - عبدٌ لا حياة له
يشكو الكروب ، وكربُ العبد مُنفرج

والجاهلية - في الأصقاع - جاثمة
والحق يخنقه التضليلُ والخلج

عارٌ على الحق أن يثور في خشُب
يا ليت شعريَ ، كم عانى الهُدى الثبج

© 2024 - موقع الشعر