شموخ أمام بريق المال - أحمد علي سليمان

حَمقا يُعشعشُ في تفكيرها البطرُ
والكِبْرُ ينفخها ، والعُجْبُ والخَدَرُ

مغرورة ، وبريقُ المال يملأها
زهواً تدِل به ، كأنها القمر

بئس الجمالُ جمالٌ ليس تحفظه
- عن العيون التي تلهو به – الخُمُر

تبرجتْ هذه الرعناءُ ، وانحدرتْ
إلى الحضيض ، فأردى عيشها البَطَر

واليوم في صلفٍ جاءت تساومني
على القريض ، وقلبي فيه ينفطر

تقول: بِعهُ ، وإنا سوف نطبعُه
لكي تُرصّعه الزيناتُ والصُّور

مِن كل عصريةٍ باعتْ مفاتنها
وتلك تجعل صيتَ الشعر يَشتهر

على الغلاف سيزهو ثغرُ غانيةٍ
وفي مراسمه المِكياجُ يَبتشر

وفي صحائفه سيقانُ فاتنة
تُجمّل الشعر يهوى عُريَها البَشَرُ

تقول: ألق على النساء ما نقشتْ
يراعة الشعر ، فالرواق ينتظر

آلافنا عشرة واثنان نافلة
هَلم ، أنت إلى الأموال تفتقر

رفقاً بنفسكِ يا شمطاءُ ، وارتدعي
فليس مثلي إلى التغرير يَنحدر

إن الشموخ له - في خاطري - أرجٌ
وعزة النفس في قلبي لها أثر

بريقُ مالكِ هذا لا بقاء له
وليس لي في الذي تبغينه وطر

والشعرُ يبرأ مِن أفعى تلوذ به
تُزجي الفحيحَ الذي في ظله الخطر

يا حيزبونُ كفي ما شدت من خبلٍ
هذي الزوابعُ آتٍ بعدها المَطر

ولا عفاف لمَن باعت أنوثتها
عمداً ، ولم تُغنها الآياتُ والعِبر

بناتُ نهجك لا دينٌ ولا خلقٌ
وليس في القلب إحساسٌ ولا نظر

يا دردبيس دعي المكياج واحتشمي
يأبى لكِ الهزلَ عُرفُ الدار والعُمُر

عارٌ عليكِ سبيلٌ ليس تسلكه
سوى الرقيعة ، بئس المَسلكُ الأشر

خلي العروبة ، هذي منك قد برئتْ
ودربُها عند عُباد الخنا وعِر

وأسلمي ، أنتِ بالإسلام جوهرة
يغار منها السنا والبَدرُ والسَّحر

ولا تَمَسِّي قريضاً عشتُ أنسجهُ
ثوباً لأهل التقى ، وحبكُه قدر

يكون نوراً إذا روّيته بدمي
ويؤنسُ المرءَ إن ضاقت به الحُفر

وإن أضاء دروبَ الناس أسعدني
ونعم شعرُ التقى المستبشرُ العَطِر

© 2024 - موقع الشعر