في الباص. - صالح عبدربه الصياد

كانت في الباص ،،
تعطي طفلاً حلوى ،،
فمتنع وضاق ،،
وهي تناجيه بكلمة (قواا)،،
فهمستُ لها ،،
اعطيني تلك الحلوى ،،
فلتقط الطفل الحلوى ،،
فضحكنا ،،
حتى ضاقت عيناها ،،
فأحسستُ بأني الأقوى ،،
فطلبت الاسم ،،
قالت ،،
أنا أستاذه ،،
و أحملُ دوماً ،،
في محفظتي الحلوى ،،
كي أعطيها للشُطار ،،
أبناء الشعب المغوار ،،
و أعطتني قطعه ،،
فتذكرت زمان السمعه ،،
و عصى الأستاذ وقمعه ،،
كُنا لا نُرحم ،،
إلا إن نزلت من أعيُننا الدمعه ،،
كانت أياماً صعبه ،،
بل كانت أياماً . تكسوها المُتعه ،،
حمداً لله نسيناها ،،
و صارت ذكرى لا تُعنينا ،،
أما ( الاستاذه ) ،،
يا الله .. ما احلاها ،،
وأنا أستمتع .. لحُكاها ،،
كالطالب .. اُركز في الشرح ،،
و إحساسي ينبضُ بالفرح ،،
لم تشرح .. قسمه أو طرح ،،
بل كانت تشكو من جرح ،،
ودواء الجرح ( سياسي ) ،،
لاكن شفايفها ،،
كانت تنطقُ ألحان ،،
وعيناها تبرق كالمرجان ،،
حتى يداها ،،
تلوح في الشرح..وكأنها رُبان ،،
و تعابير الحزن ،،
في الوجه .. كلوحة فنان ،،
يا لها من أستاذه ،،
تدخل للقلب بدون استئذان ،،
فياليت وأني ،،
أعرُفها قبل الآن ،،
كأن زماني ،،
يكسوه الفرح .. بكل حنان ،،
وكان حناني ،،
يعطيها حبي بالمجان ،،
لأكني ،،
أحمدُ ربي المنان ،،
واعوذ بهِ.. من شر الشيطان ،،
بالود جمعنا ،،
وجعلنا ذكرى حتى الآن ،،
© 2024 - موقع الشعر