حقيقة الشاعر - أحمد علي سليمان

فيم التساؤل عن شعري وعن أدبي؟
وكيف أقنعكم يا جوقة الرّيَبِ؟

ومذ متى وقريضي العذبُ يشغلكم؟
سؤالكم عنه أمرٌ بالغ العجب

أهديتُ شعري دواويناً مزركشة
والشعر - في أمّها - مُطهّم الطرب

وقد سطرْتُ كُليماتي أبجّلكم
فيها البريقُ شدا كالماس والذهب

وقبلُ سطرتُ شعري ، والمِدادُ دمي
ينِمّ عن قِيَم صُبتْ على الكتب

ناصحتُ فيه ، وقد دونتُ تجربتي
والشعرُ أرجى من الأموال والحَسب

وما نقشتُ سوى ما هز عاطفتي
ومِن عل قد هوى كالتين والعنب

ولم أكنْ بشعوري العفّ مرتزقاً
شأن الألى رغبوا في المال والقرَب

ولم أطوّعْ قريضي للألى انحرفوا
عن الحنيفة ، وانصاعوا إلى اللعب

وكم صدقتُ بما قصّدتُ محتسباً
وقصْدُ ربي به من أفضل الحِسَب

لو لم أعانِ لمَا فاض القريض جوىً
على قراطيس مُلتاع ومُغترب

أعطيتُ للشعر مِن مالي ومن عُمُري
حتى يراه الورى يختال في أرب

شتان بين قريض صِدقه علمٌ
وآخر من كثير الكِذب مضطرب

حَقيقة الشعر ما جاد اليقينُ به
شتان شتان بين الصدق والكذب

وكم قصيدٍ أهاجتهُ مناسبة
حتى انقضت ، فثوى كالظل والسحُب

© 2024 - موقع الشعر