دويلة على ألف ليلة وليلة - أحمد علي سليمان

الأحاجي يصوغها السُّفهاءُ
لا يُغَرُّ يوماً بها الأذكياءُ

ما لِزُور - على التقاة - سبيلُ
والخرافاتُ ما لهنّ بقاء

والأباطيلُ لا تدوم طويلاً
والزيوف يمحو صداها العفاء

كم على دِين الحق تعوى كلابٌ
يا كلابُ ماذا أفاد العُواء؟

كم جبان أراد محق المعالي
والسلاح التغرير والإغواء

ثم أمسى الشِّرير رهنَ المخازي
بعدما هدّت عزمه الهيجاء

والغواة لا يَعدمون سبيلاً
ولهم من أغرارنا بُصَراء

يرفعون التجديد فينا شعاراً
ويكون - خلف الشعار - البَلاء

وابتُلينا ب (الأصفهانيِّ) دهراً
ثم جاء من بعده اللؤمَاء

وامتُحِنا بألف كيدٍ وكيد
كل كيدٍ يختال كيف يشاء

والكتابُ اللقيط يَغشى قرانا
كم جحيم يَجره اللقطاء

مَن أبوهُ؟ يا سامعين أجيبوا
أخبروني يا أيها البُصَراء

فتِّشوا في التاريخ ، علَّ كتاباً
خَطَّ عنه شيئاً به يُستضاء

صدقوني ، هذا الكتابُ لقيطٌ
دسَّه - في تراثنا - الأعداء

قد تمادى في الجاهلية وصفاً
وانتشتْ فيه الفتنةُ الصماء

فالمُجونُ - فيه - يذيب الرواسي
والليالي الخليعة الحمراء

والسُّفول المستقبح المتردي
والبغايا والدعرُ والصهباء

والزنا والغِلمان ، يا للتدني
والجواري لهن طاب الغناء

والخنا ، والرقص المثير ، ويكفي
أن تقوم بالرقص هذا النساء

ويقئ الألحانَ قومٌ سُكارى
ولإيقاع الجَوقة الأصداء

كلُّ نذل ينال ما يتمنى
والندامى – بخمرهم - سُعداء

والكتاب فيه الأساطير طمَّتْ
خطها أعداءُ الهُدى الأشقياء

فاحذروه ، لا تأخذوا منه شيئاً
وانقدوا ما قد دسه السفهاء

إنني قد بلغتُ ، والله حسبي
غايتي - من قصيدتي - العلياء

رب فاشهدْ ، وامنُن بخير علينا
منك يا خلاق الورى النعماء

© 2024 - موقع الشعر