دعوة مستجابة! )غازل عجوزاً فدعت عليه( - أحمد علي سليمان

دعاؤها مُحدق بمُجترمِ
حتى ابتلاه المليكُ بالبَكَمِ

أصابه - مِن دعائها - قبسٌ
فخصّه بالبلاء والنقم

إذ لم يكن فيما جاء ذا خلق
مَن لم يعشْ - بالأخلاق - ينهزم

في هجعة الناس قضَّ مَضجعها
عبْر الدجى ، فالجبانُ لم ينم

يستثمر الليلَ في لذائذه
مستغنياً بالهوى عن القِيم

مُغلباً شهوة تُحَطمه
وليس يخشى تحوّل النعم

وكم لفُضلى ألانَ نبرته
ما ردّه عنها شيء مِن الشِيم

أينقضي الليل في مغازلةٍ
يعتادُها وَبشٌ غيرُ مُلتزم؟

أيَستحلُ الحرامَ دون حَيَا؟
يا ويلَ مَن ساوى الحِل بالحُرُم

أيستبيحُ النساء معتمداً
على السخافات في دجى الظلم؟

أما له زوجة يُداعبُها
بنبرةٍ مُستهامة النغم؟

أحَلها اللهُ مذ تزوّجها
وبات - فوق الشكوك - والتهم

فإن خلا بالحليلة انطفأتْ
نارٌ تصيبُ العشيقَ بالنهم

والأجرُ - عند الإله - مُدخرٌ
مُضاعفٌ في الثواب والعِظم

وقال هذا النبيُ قدوتنا
خيرُ الورى والأنام كلهم

فيم اشتغالُ الفتى بفاتنةٍ
تصيبه بالسُعار والحُمم؟

حسبُ الفتى زوجة مُهذبة
تصونه عن مَسالك اللمم

© 2024 - موقع الشعر