سقوط الصنم - صالح مهدي عباس المنديل

بغداد ١٩٩١
سقوط الصنم المستجد
الدهماوي
سقط صنم الدهماء و انحسر
شعارات تهيج لها عواطف الدهماء و الغجر
تذكر اعترافه باللقيطة اسرائيل
و الخراب و المجر
خداع بأسم الاشتراكية
يستعبد البشر
اوعدونا ذرى الكواكب و القمر
اطعمونا شعارات خاوية
ثم جاءوا
بكيان مشوه و محتقر
يحرر الطغاة ،
يستعبد البشر
شعارهم :
'جأنا لتحرير البشر '
ثم استعبدوا البشر
لا للشيوعية دين
من بلاد الثلج
قط لم يشرق القمر
مات الكسيح
لا عودة،
ولّى و اذيال الخيبة جر
ثورة بعد ثورة تولد الطغاة
و قودها جماجم البشر
اوغروا الدهماء
ان ثوروا على النظام
نقتل الأقطاع
و نزرع القفار قمح و شجر
حسبوا لهم موج البحر سفين
و رغوته الثمر
ذهب الأقطاع،
غير مأسوف عليه
تم تحرير السواعد السمر
تحرير المواطن من الوطن!
يستجدي العيش في الساحات
على مشارف المدن
و يهتف الرعاع
باسم الزعيم الأوحدِ
الكل سواسية منذ صباح الغدِ
مر عام ثم مر عام
و الجياع لها في الشعارات طعام
مر عام ثم عام و الجياع ما زالت نيام
ثم نجعل الزعيم طاغية
ثم نطيح بالزعيم بثورة بيضاء
كي نحرز الؤام و نحفظ السلام
و بعد كل طاغية نهديكم صغير طاغية
يجعل لكم من بينكم جلاد و حامية
و المخبر السري ما هو الا داعية
لا يترك شاردة و لا واردة
تقاريره محايدة
لا تسل عن المسجون او المعدوم
لا فائدة
لا تسل عن الجاسوس
انها خيانة مؤكدة
لا يشتم الزعيم و المسيرة الخالدة
تطبل الرفاق للحرية و الأمة الخالدة
و يرزح الأحرار في السجون
هرم الزعيم و المعامل جاثية
يبني لنا القصور
و له السجون
مع الحرية
مبروك الرشاوي و المجون
مبروك البطالة
و المجاعة و الثبور
يحيا زعيمنا بقصوره مفتون
مفتون بالفتك و الجنون
جثا على صدور الغاشمين
سنين كأنها كانت قرون
فالمصانع لن تدور
و اراضينا تبور
اخبارهم و الصحافة
بهتان و زور
و الأزلام تجتني الخيرات و الحبور
ما عليه من يخالف امرهم
الا الثبور
 
انتقد كما تشاء
الأوامر مركزية
و كذا القوانين و الديموقراطية
اياك ان تخالف اوامر الأمن و الرفاق
ان اردت السلامة لا تجادل
و ان قلت قولا فأجزل بالنفاق
اياك ان تحيد
نريك في وضح النهار
انوار النجوم
و القمر المحاق
ان اردت ادراك المعالي
ينصحك الرفاق
لو كنت جلادً
فبنا عليك الألتحاق
مخبر سري، جندي مطيع
او عليك ان تكون رفيقا مع الرفاق
او حسبك ان تكون فقط جلاد
فالمصانع اقفلت ابوابها
و المزارع حرقت غلتها
و الحروب سعّرت جبهتها
و الحدود سيجت ابوابها
و السجون شيدت
و ابوابها مشرعة قد فتحت
تغص بالفتيان أُترعت
تحفظا على المواطن ان يهرب من جحيمها
هنيئا لك طلقة الرحمة
عجلت عليك ما كان اكيد و أنما مؤجل
كانك من الموت ال بطيء تترجل
اين السجون و القصور
ارحل عي مأسوف عليك
اهلكت البرية
© 2024 - موقع الشعر