رعاة الغنم - صالح مهدي عباس المنديل

رعاة الغنم اوكلاند ٢٠٠٢
 
كنا صبيان و بنات
في بلاد و الأراضي خاويات
ما عرفنا اننا كنا رعاة
كانت الدنيا سبات
في بقعة يلفها الظلام
اسمها العراق
فيه عسكر و ثورات
و الاف الشعارات
وعمائم تبيع و تشتري بالكلمات
فيه جوع و عراة
افترشنا اديم الارض نلهو و نلعب في ثبات
كأن دنيانا "العروس" بين البنات
ارضنا الحسناء شّحت لا نبات
المياه فيها حاجيات نادرات
كان جميعنا حفاة و فريق اشباه العراة
و قديم الجوع يفتك بالرعاة
جاء المعلم من بعيد من هناك
اعطانا قلم و دفتر مع مبراة
و انتهى درس القراءة
انتهى درس القراءة
قال ابي ، انشروا في الفلوات
و كيف و البطون خاويات
بيضاءُ خرافنا كذاك تولد جائعات
انتهى درس القراءة هيا صبيان و بنات
ما غدانا اليوم ؟ اسأل امي و الخوات …
مثل كل يوم كسرة خبز و حفن من تميرات
عسى ان ينثني نيسان
نيسان لابد ان يعود
السماء لابد ان تجود
لندعوا السماء كي تجود
ثم ياتي الغيث قطرة فقطرة
تنموا القطرات
و تسجع الورقاء فوق السمرات
تهتز من هول الصواعق و الرعود الفلوات
وفي نيسان نجني من الوادي الكمأات
نفرح مثل طفل امه تعود
ثم نشكر السماء اذ تجود
ثم لعبنا مثل خيل في سباق
لعبنا نجوب الوادي و الآفاق
بكينا حتى تقرحت الأحداق
و ضحكنا حتى تشنجت الأشداق
@
عودي يا لجين فقد عاد الربيع
و اورق الكروم
اينعت وردات جوري ارجواني اللون ،
ريا الشذى منها شميم
فيه عطر حالم يتغنى باحلام الصبى
تُشفى به كل جراح العاشقين
احضرت لك منها ثلاث
ارجواني لونه من دمي
المرسوم فوق شفاه الصبى
و زهري مثل صفاء الروح
في نفس الحبيب المرتجى
و ليلكي مثل امانينا ،
نسمات تتهادى في الربى
الوادي يفوح من الق الندى
من عذب الريح و نسمات الصبا
مثل احلام المساء واعد بالرفاه و المنى
@
الخراف البيض رمز للسكينة
صاحب قط لا يشكو ضغينة
لا يجادل لا ينافق، لا يطالب ان تعينه
خرافنا اصحاب ليسوا نكرات
و لهم اسماءَ كاسماء البنات
كنّ اعلام و لها بيوت منشآت
جمهور من الخلق عزيزات كريمات
رعيناها و رعتنا سنوات
و غفونا بعد تعب و عناء
ثم يجمع الفجر اطراف الضياء
و يؤذن الصبح بتوديع المساء
فصحونا ووجدنا انه خلسةً حان الفراق
غفلة كانت كأحلام المنام
و دعا الداعي من بين الأنام
هيا
ودع الأيام ، و و دع الأحلام و ارحل ما بقى ودُّ يرام
ثم يجثم الظلام
مثل وحش كاسر فوق ارواح الأنام
ترزح النفوس فيه تحت وطأة الألم
ما اقسى على النفس من صحبة اللئام
و فراق الكرام
© 2024 - موقع الشعر