الزمن الرديء - صالح مهدي عباس المنديل

بغداد ٢٠١٨
الزمن الرديء
مررت بالعراق من الرصافي الى بصرة السياب
 
مضى الرشيد و المأمون في كل موضع
و اضحت قصور الأمس فيها خرائب
تسقى المنايا كامنات بكل موضع
و ان يكو الفتى في غفلة غير راغب
 
هنا القوم فوضى لا سراة لهم
سوى كل افاقٍ غشومٍ و كاذبِ
لعمري لقد اشجى العروبة كلها
خطب الم بسوريا من كل جانب
سرى على العروبة امر لا مثيل له
اتى عنوة على مشرقها و المغارب
اتت علينا كل نكبات الدهر و احتدمت
علينا الشعوب الأجانبِ
عدت على ارض العراق عميدها
و كريمها الهدار في كل واجبِ
كانت لنا بغداد و دمشق واكاد ان اقول
كانت القدس لنا ولست كاذبِ
سقى الله ايام الملوك و عصرها
اذ كادت الأقلام ادراك الكواكبِ
لاجئون بني عدنان نبقى لاجئين
وان علت فينا المناصب
مغتربون في رفاه و غبطة و إن خبت بين السطور المصائبِ
يلومني ابي و لا ادري علام يلومني
وان كان لي نعم الصديق المعاتبِ
وجدت بغداد والبصرة قرى ترعى بها الأغنام
و ينبح فيها كل كلب سائبِ
سُراتنا جميعهم سقط المتاع من
كل المشارب
اين نسائهم من خولة و الخنساء
و ابنت المهلبِ
اين بكر وربيعة و القعقاع اذ تصول بيظ
الخيل بين المواكبِ
ما حسبنا و الحوادث جمة ان هكذا
تدنو من العربان سوء العواقب
لكن المكارم لن تفارق اهلها عسى ان تلد
الأمهات لنا الكرام الاطايبِ
بني صهيون
اصابنا بني صهيون بخنجر مسموم
ثم طعنة نجلاء بين المناكب
سهى عنها العرب و الأتراك و جلُّ بني
الأسلام غير محاربِ
اسود الكنانة لم تحجم عن الوغى
و كذا ساكني ارض السواد المجرّبِ
هذا العراق اسد العروبة في عليائها
عزيزُ و في الويلات ليثٌ مجربِ
ابناء العراق
سمر السواعد بيظ صنائعهم
ولو كان هدير الموت بحراً صاخب
في وقعة غربي الفرات
بها نقلّم اظفار الاعادي
و الحواجبِ
تبقى العروبة بحر
تلاطم موجهُ سيف على الأعداء
غير مواربِ
© 2024 - موقع الشعر