مهاجر - صالح مهدي عباس المنديل

مهاجر
صنعاء ١٩٩٤
طالت الغربة
و قد شح الوصال
طلبنا ركوب المعالي
على ظهر المنايا و لم نطالب بالكمال
بعيد هناك خلف البحار امانيٌّ
و احلام ثقال
هناك رغد العيش ، أمن و جمال
ربما يحول دونها البحر
او شبه المحال
احلام لا تطال
عسى ان نصيب منها ما ننال
قبل ادراك المنايا و الآجال
لمجد سرت له
وان ادركتني المنايا دونه
والله لست مبالي
حسب ادراك المنايا ان تكن
بغية ليس تنال
نفس حر قُدّرت
كل ما تطلب خيال و محال
سعيت لها و الصبر زادي
مواردي فيها ضئال
مشيت درب للمنى فيه المنايا
تقتنص حلم الرجال
اسير في طلب العلى ما عشت
و غيري يلوم حيث المنى عصية المنال
أو حروب تدحرجت بها
جماجم الأبطال
الخلاص من هنا معجزة
كأنها الداء العضال
ذمار قاحلة و النفس ابت
ترنو لمنبع الماء الزلال
ستخبرك يا عمرو الحوادث
و حديثها صدق المقال
آمالنا تزن النجوم
و آمال السفاه ضحال
لا نقبل الرأي السفيه ولا
نرضى بما دون النجوم مثال
هلم نهرع لرأس المجد
و ان عصفت بنا الأهوال
نصارع الهول و نردي الردى
وفي والآخرين غفوة و ثمال
بانني يا عمرو لن أيأس
و اني كما اخبرتك يا عمرو
نطاسي المعالي
ستخبرك الايام يا عمرو
و تغنيك الحوداث عن سؤالِ
عليَّ يا عمرو قد هان الهوان
و بالعواقب لا ابالي
لن ابالي و أن افسد الدهر جسمي
و اضناني الهزال
لا تجمع الأموال يا عمرو لأننا
ستصرعنا يا عمرو المنون بلا نزال
مقدرين لها بميقات
لم يخطر الى نفس ببالِ
يا عمرو اجتهد بغير جمع المال
كل ما كسبته ياعمرو يؤول الى زوالِ
حسبك الخوض في غمار الحرب
وان كانت مناها لا تطالِ
او اترك كل مغنم
غير حميد الخصال
و اخبر الخلان عني بحبهم
وان شطت بي الديار
لست بسالي
لن يدوم هكذا الحال
غربة و اعياء
و لياليه الطوال
لكل حادث و ما يحدث زوال
جروح السيف يشفيها الزمان
و ليس لجرح الضاعنين اندمال
بكيت و ابكتني الحوادث
لقى الأحباب في ضرب الخيال
دع العتاب يا عمرو و ارحل
ما اراك ال مضلل في ضلالِ
انا الحر ما دمت حياً
وان غلبني الوجد و أنتشر الضلال
© 2024 - موقع الشعر