إياك أعني واسمعي يا جارة - أحمد علي سليمان

للعشق شوقٌ لاهبٌ وطموحُ
والقلب يشهد والنهى والروحُ

تعساً لملهبة التوله والهوى
كم - في سبيل الحب - ذلّ جريح

ولكَم تلظى في الغرام مكابدٌ
أمسى على بُعد الحبيب ينوح

يسعى ويفضحه الهوى متشفياً
وبسرّه للناس ليس يبوح

ويبيتُ يخنقه الجوى متأثراً
بجراحه ، إذ إنه مجروح

ويهيم لا يعني الحبيبَ هُيامُه
وإليه يغدو لاهثاً ويروح

ويبيع من أجل الحبيب إباءه
ويتله لجبينه التجريح

ولقد يخاطر بالحياة رخيصة
ويضمُّه - بعد الوفاة - ضريح

ولقد يلوكُ الضيم طوعاً والعنا
وحبيبة الغر العشيق تشيح

يا قيس: كن رجلاً ، وعش لقضيةٍ
هذا هو التكريم والترجيح

فاربأ بنفسك أن تذّلك غادة
هلا اشتراك من الشقا التسبيح؟

هلا أفقت من الغرام وسُكْره؟
فإذا أفقت أعزك الترويح

إن التزام الشرع مركبة التقى
ليكن لغادات الجنان طموح

أحببْ ، ولكنْ وفق دين قيم
هل يستوي الرمان - قل - والشيح؟

الجاهلية هل تساوي ديننا؟
إن قلت: إي ، قلتُ: الجواب قبيح

إني نصحتك فاستمع لنصيحتي
والنصح في هذا القصيد صريح

أحبب موحدة تجنبْك الأذى
هذا - وربك - طيّبٌ وصحيح

فإذا عجزت فلا تغرك مَن غوتْ
إما حللتَ فطارقٌ منبوح

واسألْ مليك الناس مسلمة سَمتْ
إن المهيمن بابُه مفتوح

© 2024 - موقع الشعر