إن غاب سيده أنا سيدته -موقف أم الفضل مع أبي لهب - أحمد علي سليمان

إن هذا هو الدليل الوافي
أن فضلي تُزري بالاستضعافِ

تنصرُ الحقَ في جحيم التجني
ثم تستعلي بالجلال الضافي

إيهِ (يا أم الفضل) أحرزتِ مجداً
رائعاً في عِز وفي استشراف

لم تبالي بالباطل الفظ غالى
في التعدي بالظلم والإجحاف

لم تخافي عواقبَ الأمر تأتي
عن قريب من القريب الجافي

بل جهرتِ بالحق يَردعُ ظلماً
ويخصّ المظلوم بالإنصاف

غاب مولى المظلوم عن عين عاتٍ
مشركِ القلب يحتفي بإساف

فاعتدى ، لم يحْتط ، ولم يتردّدْ
عندما غاب سيد الإشراف

واستكان المولى لكفّ جَبان
شاكياً لله العزيز الكافي

هل يَردّ صاعَ التجني بصاع؟
هل يُجازي الكفوفَ بالأسياف؟

هل يَصدّ العدوان دون اكْتراثٍ
مثل صِيد الرجال والأسلاف؟

قادرٌ هذا أن يردّ ، وربّي
إن بأس الضِرغام ليس بخاف

غير أن الجبار فوراً كفاهُ
مؤنة الردّ بانتصار شاف

وبكف الفضلى التي لم تجاملْ
شجّت الرأس ، قصْدُها أن توافي

ثم قالت: مولاه غاب ، وإني
في مكان المولى أعي ، وأكافي

في مقام (العباس) أرعى ذِماري
وأصون عِرضي ، وأحمي عفافي

وأصدّ الطغيانَ عن كل مولى
وأصيدُ الفرسان بالآلاف

واسأل الخيلَ والمعامع عني
ثم سائل عني القرى والفيافي

أنتِ يا (أم الفضل) حُزتِ السجايا
طيباتِ السيماء والأوصاف

فعليكِ رضوانُ رب البرايا
رب حققْ هذا الدعاء الصافي

© 2024 - موقع الشعر