العقد الذي انفرط - أحمد علي سليمان

ساقتْ لزوج لا يُذم عتابَها
وأطالتِ الحَرَمُ المَصونُ ذهابَها

وتعللتْ بالحِرص يجرف عيشها
نحو الضياع ، وعَددتْ أسبابها

وطغى العنادُ على مطامح نفسها
وسبا بأشرس جنده أعصابها

فاستسلمتْ للحُمق دون تعقل
وعلى الضغائن أوصدتْ أبوابها

ومضتْ تُوَبخ زوجها ، وتلومه
وتذر - في ساح الشقاق - سِبابها

وتكيل ألفاظاً تُعنف سامعاً
وكأنما قد زايلت آدابها

وأضافَ - للنار - الوقودَ شقيقُها
إذ لا يُطيق ضميرُه إغضابها

حمل الحقائب موقناً برحيلها
ومسعّراً - في المعضلات - عذابها

وأعانها ، لكنْ على تدميرها
فهل استباح نكالها وعقابها؟

وأزال - بالتخبيب - كل خليقةٍ
لينال رغم عَواره إعجابها

ثم الضحية باركت مجهوده
وغدت تزخرفُ بالثنا ألقابها

ورأته أقربَ مَن يعين على البلا
إذ لن يُجابه جاهداً تلعابها

هو لن يجاهدها ليكبح ظلمها
كيلا يُضاعف - في الورى - أتعابها

هو لن يفاجئها ببعض نصيحةٍ
تغتال - إن عز الرشاد - سرابها

بل كان أخذل شامتٍ فيمن هوتْ
نحو الحضيض ، فما الذي أودى بها؟

هل برُّ سيّدها بأم جُندلتْ
وغدت تصارعُ في الدنا أنصابها

أو وصلُ خالته وزوجُ شقيقه
وعيالها ، أمرٌ يُهين جنابها؟

أم أنه هضم الحقوق لغيرةٍ
ممقوتةٍ ، كم كلفتْ أصحابها؟

حبات عقدك في الشتات تناثرتْ
هيا أميطي رملها وترابها

ثم اجمعيها كي تناغيَ عقدها
ولتكسبي - إما فعلت - ثوابها

والدار تبكي أهلها وعَمَارها
ودموع عينيها اشتكت تسكابها

وتعاتب الأهلين ، تطلب عطفهم
أوَما سمعتِ أنينها وعتابها؟

وحياتك الزهراء شاخ ربيعُها
هيا أعيدي - للحياة - شبابها

وخذي الأمور بدقةٍ ورويةٍ
ولتدركي سَفسافها ولبابها

فلترجعي للزوج والدار التي
تشكو - إلى رب الأنام - خرابَها

© 2024 - موقع الشعر