الـدمـيــــة - أحمد علي سليمان

دُمْيةٌ فِي كَفِّ كُلِّ مُعَرْبِدٍ تَشْكُو الجِدَهْ
بَلْ وَبَاتَتْ فِي مَهَاوِي الكَرْبِ هَذَا مُفْرَدَةْ

كَيفَ هَانَتْ؟ كَيفَ ضَاعَتْ فِي الدُّرُوْبِ المُزْبِدَةْ؟
كَيفَ عَانَتْ فِي جِرَاحَاتِ العَذَابِ المُوْقَدَةْ؟

كَيفَ جَفَّتْ رُوْحُهَا ، حَتَّى تَلَظَّتْ مُجْهَدَةْ؟
صَارِحِينِي كَيفَ بَينَ الغِيدِ صِرْتِ المُخْمَدَةْ؟

إِنَّمَا أَمْرُ الدُّمَى يبْكِي ، وَتَغْدُو مَفْسَدَةْ
أَنْ أَرَى كُلَّ الدُّمَى فِي دَرْبِهَا مَسْتَأسِدَةْ

لَكِنِ الدُّمْيةُ هَذِي فِي الأَسَى مُسْتَبْعَدَةْ
كُلَّمَا اسْتَعْرَضْتُ قَطْفًا مِنْ رُؤَاهَا المُرْعِدَةْ

ذَبَحَ الخَوْفُ يرَاعِي ، وَكَوَتْنِي المَجْلَدَةْ
صدقيني أنتِ فوق اليأس ، كوني جلمدة

واسمعي الصِّدقَ المعنَّى في النفوس الجَيِّدة
صَدِّقِينِي أَنْتِ نُوْرٌ فِي الدَّياجِي المُجْمِدَةْ

أَطْفِئِي المِصْبَاحَ قَدْ أَبْصَرْتُ حِقْدَ الأَفْئِدَةْ
وَالأَمَانِي مُقْبِلاتٌ فِي طُيوْفِ المَوْعِدَةْ

وَاحْذَرِي الخُوَّانَ وَالغُدَّارَ ، صُوْنِي المَحْمَدَةْ
أَنْتِ بَينَ القَوْمِ ذَاتٌ فِي ضِياهَا سَيدَةْ

دُمْية الأَحْزَانِ يوْمًا يرْفَعُ البَاغِي يدَهْ
فَاقْنَعِي بِالعَيشِ حَتَّى يدْرِك الطَاغِي غَدهْ

وَلَكِ الأُخْرَى ، وَلِلعَادِينَ نَارٌ مُؤْصَدَةْ
كُلَّهُم شَدَّ الرِّحَال ، أَتَى إِلَيكِ عَلَى حِدَةْ

يبْتَغِي حَرْقَ الرَّشَادِ ، وَبَعْدُ رَدْمَ المَوْرِدَةْ
يسْتَحِلُّ الجَرْمَ نذْلٌ بِالدَّعَاوَى المُسْنَدَةْ

يوزعُ البَلْوَى ، ينَادِي فِي السُّيوفِ المُغْمَدَةْ
لِيرَى الدُّمْيةَ هَذِي عَنْ قُرَاهَا مُبْعَدَةْ

© 2024 - موقع الشعر