أعاجيبُ قلب قاس! - أحمد علي سليمان

عجبتُ لقلبكِ كل العجبْ
ومما فعلتِ اليراعُ اضطربْ

فكيف يصوّر ما قد رأى؟
وإن الذهول به يَلتهب

تباركتَ ربي خلقتَ الورى
فهذا عبوسٌ ، وهذا طَرِب

وتلك تُباهي بجاراتها
فتغفر ما قد ترى مِن نُوَب

وتلك تُعادي بلا غايةٍ
وأيَّ التسامح ليست تُحب؟

وقد تتحول في لحظةٍ
وكان الخيالَ بأن تنقلب

فتبذلُ خيراً لمحتاجهِ
بكل الرضا ، وبدون الطلب

وتُصبح أمّاً لطفل غدا
شريداً بنار الأسى يَختضب

تحِن عليه ، وتُهدي له
شهيَّ الطعام وبعضَ اللُّعَب

وتحمل عنه عذابَ الجوى
وفرط النوى وسعيرَ الوصب

إلي أن تعود له أمه
فتأوي إلي الدار كي تحتجب

وتُحْيي لهيب الشقاق الذي
تمادى ، وتُهدي لظاه الحطب

© 2024 - موقع الشعر