القطار - ربيع عبد الحميد قطب

نشرت فى عدد ٣٢٢ مجلة الثقافة الجديدة القاهرة
،،،،،،,,,,,
مجهد وجهها
ربوة السفح حين يطل عليها الندى
كان هذا القطار يمر على مدن
ثم يتركها سائرا بين تلك الزروع
تاركا صوته زامرة
خيط دخانه فى طريق طويل
تاركا دمدمات على طول خط الحديد
مجهد كل ما داخله
مجهد كل من داخله
بعد أن أتعب الراكبين بطول الطريق
بعد أن أتعب الراكبين طويلا بهز الجسد
هزة كلها قسوة فالحديد شديد يجر من الخلف ثقلا ثقيل
مثل نعش يهز به جثة فوق أعناق من يحملوه بجهد
القطار توقف عند الرصيف
وانتهت رحلته
الزحام على بابه
افسحوا قالها أحمد
خارجا ليس يدرى إلى أى شئ يروح
افسحوا أيها الخلق حتى أروغ
هاربا من محل به قد ولدت
ألج الباب باب القدر
ربما لا أتوه
ربما أبصر الخيرين بواد جديد
يقبلونى أجيرا لهم
يقبلونى بواد لهم
هاربا من سمار على جبهتى
كان إرثا لطمى مياه النهر
هاربا من تقوس ظهر أبى
افسحوا
ربما تحتون على من يشق الجيوب بهذا الزحام
ربما تحتون على عاطل يرتوى دمنا خلسة
واقف خلف ردف امرأة
هكذا فيكم منهم
افسحوا سوف احفر فى رئتى ربما أزفر الدفئ يا إخوتى
سوف أرفع معول دمى وأفلح أرضا تموج بزهر الكلام الخصيب
قد مللنا وجوها تموج بزهر ربا خلف بيارة طفحت فى جوار جدار قديم
افسحوا سوف تلقفنى غيبتى
حينها تضعون حجارتكم بدلا
© 2024 - موقع الشعر