لا أعلم ما الفرح من الكدرِ

لـ عمر صميدع مزيد، ، في الحكمه والنصح، 20، آخر تحديث

لا أعلم ما الفرح من الكدرِ - عمر صميدع مزيد

لا أعلم ما الفرح من الكدرِ
ولا الخير كيف بُدِّل بالشَّرِ
 
ألا ليت شِعري هل من دليلٍ
يدلُّني بما سيئول إليه أمري
 
وهل سأنعم في جنَّات عدنٍ
أم إلى نيرانٍ تُصلى من السُعرِ
 
رأيت الأيَّام تمضي بي سريعاً
وقلبي يتقلَّب بين الحلوِ والمُرِّ
 
خشيتُ من مكر القريب الذي
يعلم عن نفسي ما لستُ أدري
 
حتى وإن رأيتُ سرب الطيورِ
لخمَّنتُ أنه عدوٌّ مهاجماً وكري
 
ورأيتُ أقربهم أخونهم بالمكرِ
وأخيرهم أشرُّ من نوازل الخطرِ
 
فأصبحتُ كالمهومِ في الحياةِ
يغفل عن حظِّه ويحيا كالمبعثرِ
 
إن قيل خيرٌ توهَّمتُ المكيدة
وإن قيل شرٌّ تهاونتُ بالحذرِ
 
وإن أذنبتُ لم أسمع معاتبي
وإن أصبتُ فذنبي غير مغتفرِ
 
يا ويح روحي كم طالت شقوتها
لو كانت بيدي لقصفتُ بالدهرِ
 
يا مقلتي جودي بدموع العينِ
فإن تجمَّدت فذَّوِّبيها وانحدري
 
لله المشتكا كيف أنسى مهانتي
وكيف ألفظ الأوهام من فكري
 
فهجرتي أنفع من وصلٍ حذرٍ
وموتي أهون من العيشِ الغدرِ
 
فيا ليت شِعري هل من خبيرٍ
يخبرني بما سيئول إليه أمري
 
أبوفراس ✓ عمر الصميدعي
18 مايو 2022
© 2024 - موقع الشعر