رابيات الوعد

لـ مصطفى معروفي، ، في غير مصنف، 5، آخر تحديث

رابيات الوعد - مصطفى معروفي

على رابيات الوعد تشمخُ خيبتي
إذا أبصرتْ حظي تودُّ احتلالَهُ
جوادي يثير النقع في كبد الوغى
و يكتم عني أن ألاحظَ حالَهُ
حسبت إيابي من عواصف رحلةٍ
له هامش في الطين يطوي احتمالَهُ
أنا خفقة لا تعرف الطير كنهها
و لم يُلْقِ عنها الطين يوما سؤالَهُ
تحنُّ نياقي تحت غائلة النوى
و يحرمها سَمْتُ الطريق ظلالَه
أجازف بالأشجان تنهش أضلعي
كأن دمي شاء اللهيبُ اغتيالَهُ
ألا ليت شعري ما تكون هواجسي
لقد أضمرتْ للسهْد ضدي افتعالَهُ
سأفتح للغيم الجميل نوافذي
و أسكب في غي النهار ضلالَهُ
عساه إذا ما طاف حول روضة
يظن بأن العشب يهوى غزالَهُ
إلى أن يفيض العشق طيَّ شغافه
و يغرس في الحلم السعيد خيالَهُ
و يتخذ الآلام أحلى رفيقة
و من صبرِ أيوب المتينِ مثالَهُ
سئمت من الأشجار حين يطالها
سحاب سخيفٌ ليس تأبى انهِمالَهُ
يسوم نواحيها جنونا و تنتشي
كجرح رأى العدوى تقوِّي اندمالَهُ
فلست أداري الصخر مات كلامه
و لست بناسٍ للَّئيمِ مقالَهُ
لتحْيَ حروف الورد في وجه صفحةٍ
تؤثث فيه للوجود جمالَهُ
و تذبحُ في أحشائه القبحَ عندما
ترى القبْحَ يُذْكي للوجودِ اختلالَهُ
© 2024 - موقع الشعر