الديسمبريون - عبد الله جعفر محمد

الديسمبريون (مأخوذ لمن أطلق عليهم اسم الديسمبريون)
 
(يُجْرُونَ أَكْفَانَهُمْ خَلْفَهُمْ وَتَوَّابِيَّتَهُمْ فَوْقَ هَامَاتِهِمْ، هَالَةً مِنْ خَلَاَصِ الْمَسِيحِ بْن داؤود) أسامة الخواض
...........
كَانَتْ خُطُوطُ الضَّوْءِ
تَرْسُمُ فَوْقَ مَنْدِيلِ الْقَدُومِ قَصِيدَةً لَا تَشَبُّهُ الشِّعْر
الَّذِي كَنَّا سَنَقْرَأُهُ لِأَطْفَالِ الشَّوَارِعِ
حِينَ يُزْهِرُ فِي الْقَلُوبِ الْخُبْز
أَوْ حِينَ إرتخاءِ الْقَلْبِ مِنْ تَعَبٍ
عَلَى وَجَعِ إنتظارِ حبيبةٍ
تَأْتِي بِبَعْضِ مِنْ رَحِيقِ الْحَرْفِ
أَوْ جَمْرٍ سَيُوقِدُ فِي دَهَاليزِ الْمَدِينَةِ
مَا تَبَقَّى مِنْ زَغَاريدِ النِّسَاءِ السُّمَّرِ فِي وَقْتِ الْحَصَّاد
رَجَعُوا مِنَ التَّارِيخِ
لَمْ يَكُنِ الْمَقَامُ مَقَامَ عِشْقٍ
رَغْمَ أَنَّ الْأرْضَ كَانَتْ
تَلَبسُ النَّخْل حَدَّادَا فِي إنتظار الْقَادِمِين
ولَمْ يَكُنْ لِلْوَقْتِ أَرَصْفَةً
وَلَكِنْ كَانَ ظِلُّ الشَّمِسِ مَرْمَيًا عَلَى ذَاتِ الْبِسَاطِ الْمَرْمَرِيِّ
وَلَمْ أَكُنْ وَحْدِي أَرَاقِب كَيْفَ تَصْطَفُّ النُّجُومُ
وَكَيْفَ أَنَّ الْأرْضَ تَنْهَضُ مِنْ مَقَابِرِهَا لِتُعَبّرُ نَحو مَلْحَمَةِ الشَّوَارِعِ
فِي إنتظار الْقَادِمِينَ مِنَ السَّمَاءِ
لِلْأرْضِ ذَاكِرَةٌ مِنَ الْأَشْجَارِ
قَالُوا سَوْفَ تُورِقُ حِينَ يَأْتِي أَنْبِيَاءُ الْحُلْمِ بِالْمَاءِ الْقَدِيم
وَلَا بَدِيل
هَذِي مَوَاقِيت إِنْتمَائِك لِلسَّمَاءِ تَفْتَحُ الْأَبْوَابَ
كَيْ يَأْتِي لِبَابِكَ أَنْبِيَاء الْحُلْمِ
مِنْ خَلْفِ إنتصار الْمَوْت
لَا اِسْتِثْنَاء
حِينَ تَمَرُّ زَخَّاتُ الرَّصَاصِ
وَلَا يُهْمُ انَّ إِسْتبد الْمَوْتُ
مِنْ مَرِّ الرَّصَاصَةِ فِي شَرَايِينِ الْقَصِيدَةِ
أَوْ عَمِيقَا فِي صُدُورِ الْأَنْبِيَاء
مُدُنٌ تُرَاقِصُ حُلْمهَا السِّرِّيّ فِي حَفْلِ اِنْتِصَارِ الْمَوْتِ
حَيْثُ الْأَرَض تَلْبسُ ثَوْبَ زُخْرُفِهَا
وَتَنْتَظِرُ إنحناء الشَّمْس
كَيْ تَأْتِي بِبَعْضٍ مَنْ أَنَاشيدِ الْبِشَارَةِ
لإحتمالات الْوُصُول
هزِّي إِلَيْكَ بِجَزَعِ نَجْمَاتٍ يُسَاقِطْنَ الْهُتَافَ
لِتَعْتَلِي عَرْش اِنْتِشَارِكَ فِي تَوَارِيخِ الِخُلُود
الله يَا تِلْكَ الْمَدَائِن تَسْتَعِيدُ عَلَاَّقَة الْفُقَرَاءِ بِالشُّهَدَاءِ
وَالْأَشْجَارِ بِالْأَمْطَارِ وَالْمَوْتِ الْكَرِيم
الله لِلْخُرْطُومِ تخرجُ مِنْ شَوَارِعِهَا الْبنَاتُ
الْحَامِلَات هُتَّافُهُنَّ الصُّبْحَ لِلْأَحْبَابِ وَالْعُشَّاقِ
يخْرجُ مِنْ شَوَارِعِهَا الشَّبَابُ
الْحَامِلُونَ هُتَّافَهُمْ مَهْرًا لِأحْلَاَمِ الْبنَاتِ الْوَاقِفَاتِ عَلَى
رَصيفِ الْأُمْنِيَّاتِ
الله لِلثُّوَّارِ مَنْ حَلفَا
لِآلَاَفِ الْمزَارِعِ تُنْبِتُ الثُّوَّار فِي مروِي
وَلِلْأحْلَاَمِ تخطرنحُو عطبرَة الصُّمُود
لأنقياء الْحَرْفِ فِي مَدَنِي
لسنار التَّوَارِيخ الْعَظِيمَة
لِلْمَتَارِيسِ الْأنِيقَةِ خَلْفَ تِيجَانِ الهشاب بكردفان
وَلِلْأُسودِ تُصَارِعُ الاحزان فِي دَارْفُور
لَا اِسْتِثْنَاء
لِلثُّوَّارِ فِي كَسَلًا
وَلِلشُّهَدَاءِ فِي كُوسَتِي
وللأغراب فِي أقصى بِقَاع الْأرْضِ
يَنْتَظرُونَ بَيْنَ الْحُزْنِ وَالْمَنْفَى
ضياءَ الصَّاعِدِينَ مِنْ إنبياء الْحُلْم
لِلْوَطَنِ الْمُخَضَّبِ بِالدِّمَاء
فَاِمْضِي لِآلَاَمِ الْمَخَاضِ الْحلِمِ عِنْدَ النَّيْلِ
وَاِسْتَسْقِي لِثُوَّارِ الْمَدَائِنِ
أَنْبِيَاء الْحُلْمِ صُنَّاع الَّذِي يَأْتِي لِأَطْفَالِ الشَّوَارِعِ بِالرَّغيفِ
وَلِلنِّسَاءِ بِمَا يُرَجِّحُ كِفَّةَ الْمِيزَانِ
مَا بَيْنَ الدُّموعِ وَبَيْنَ أحْلَاَمِ إحتضان الضَّوْء
شَيْء ضِدّ أحْزَانِ الشَّوَارِعِ وَالْبُكَاء
شَيْءٌ يُسَمَّى الْعَدْل
© 2024 - موقع الشعر