القيد - لطفي بن قاسم القالي

وأنا الذي كنت حرا مع ذاتي
أستفيق كل صباح مرتاح البالي
اراقب مرور الأيام ولا يهمني غدي
أراقب الطيور المهاجرة
راسما لها ابتسامتي
اسقي زهرة النرجس كل صباح
والسعادة تغمر قلبي
أنام والهموم بعيدة عني
أعيش حياتي كما ينبغي
فكيف قلبتي حالي
ودمرت قلاعي
واخترقت حصني
واستعبدت كياني
أنا الذي كنت حرا
سقطت عبد لابتسامتك
عبدا لسحر عيونك
عبدا لجمالك
أنا الذي كنت ملك نفسي
صرت مملوكا لك
كيف وضعتي الأغلال في عنقي
كيف كبلتي يدي
كيف سرقتي حريتي
كيف أسرتي روحي
حياتي ما عادت كما كانت
وخططي بعثرت على عتبات جمالك
وأحلامي ضاعت في حلمي بك
وابتسامتي ذبلت في انتظارك
وروحي ذابت في روحك
وانصهر كياني بكيانك
وكأن وجودي لا يكون إلا بوجودك
وأنت التي استعمرت كياني
تجاهلت أشواقي
وعطلتي دقات قلبي
وتعاليت على حبي
وتكبرت على أمالي
وقمعت فؤادي
ووضعت الاشواك في طريقي اليك
ولبست الكبرياء
وأغلقت باب الحب في وجهي
فبأي حق دخلتي حياتي
وبأي حق تحتقرين عواطفي
أنا الذي كنت حرا قبلك
صرت خاتما في اصبعك
حرريني أرجوك من لعنتك
أريني مكان سحرك
لعلي أفك تعويذتك
لعلني أتحرر من حبك
لعلني أعود إلى طبيعتي
وأنسى أني كنت واقعا في حبك
© 2024 - موقع الشعر