لا تكن حاسدا - لطفي بن قاسم القالي

ظاهري كهدوء الصحراء
والسراب خادع
وباطني بركان يغلي
والانفجار قاتل
لا تغتر بمظهري
ولا بإتسامتي
فأنا لست ملاكا على الأرض يمشي
ولا جاحدا للنعم
ولا ولدت ضاحكا
وفي فمي ملعقة الذهب
في حياتي مطبات
وعثرات بلا عدد
وعواصف هبت
وصنع المجد
لا يأتي بلا تعب
ونار الغضب
لا تشتعل بلا حطب
فما تراه من نجاح
جاء بعد تعب
وما تراه من غضب
سببه تراكم الحطب
فلا تكن أنت وقود الغضب
ولا حسودا لنجاح بعد تعب
ولا تغرنك ابتسامة
تخفي نار الغضب
ولا تحسد ناجحا
وأنت لم تخض بحر الصعاب
ولا جربت يوما صعود الجبال
ولا مشيت فوق الشوك بالحفاء
فلا تحسد نعم البشر
ونقي قلبك من حقدك
وطهر روحك من شر نفسك
وصلي لربك واستغفر
ومن وسوسة الشيطان أنفر
وجرب أن تخوض المحن
لعلك تعرف معنى النجاح بعد التعب
لعلك تلعن نفسك الحاسدة للنعم
فالحسد داء
والتوبة منه دواء
ولا راحة لحاسد
ولا سعادة لمن قلبه حاقد
© 2024 - موقع الشعر