مقال في أصل اسم { مكناس / مكناسة الزيتون / والأسرة السلاوية : مكينسي - برادة البشير عبدالرحمان

مقال في أصل اسم { مكناس / مكناسة الزيتون / والأسرة السلاوية : مكينسي } …
مقاربة لسانية اتنولوجية … على خلاف ما ورد بمقال
في الموضوع بموقع { حفريات في اللغة والتاريخ والثقافة }
--------------------------------
تمهيد :
ذهب صاحب المقال المشار إليه أعلاه الى أن { مكناس } من جذر { كناس } بمعنى الاخفاء او التواري والغياب … وربط بين هذا المعنى و دلالة { اوى الظبي الى كناسه } بمعنى تغيب واختفى فيه...ثم انتهى إلى الربط بين هذا المعنى والدلالة التي اعتقدها تأويلا كامنا في نص الآية 16 من سورة التكوير التي تنص على { فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس …} وأخذ برأي المفسرين الكلاسيكيين للآية بمعنى { النجوم التي تكنس نهارا...أي تغيب وتختفي ...وتظهر ليلا }
 
ملحوظة :
 
1) أن ما ذهب إليه صاحب المقال لا صلة له بأصل ودلالة { مكناس } ….
 
2) أن التفسير الذي اعطاه … أحد الصحابة ابن عباس ...وعلي ابن أبي طالب ...والطبري… للآية رقم 16 … يجانب الحقيقة … و يقع في شطط التأويل. المخالف لحقيقة الكلمات المركبة لنص الآية ...ويخالف روح النص القرآني عامة …
 
3) ذلك أن كل المفسرين الكلاسيكيين يجهلون علاقة العربية الفصحى بلغات ولهجات الشام الكبير وأصوله في المنظومة السومرية الأكدية …
وعلاقاتها باللغة الام { الايمي -- سال } وارتباطاتها بلغات ولهجات اليمن العتيق فيما قبل الهجرات من الجنوب للشام وما بين النهرين من عصور سحيقة…
 
4) ومن غرائب التفسيرات للآية 16 …{ فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس …} أنها : الظباء...والبقر الوحشي ...وقول ابن عباس أنا { الوحش تكنس للظل } … وتمادى { ابن جرير } في العبث الجاهل بأصول اللغات ...أن قال { الخنس الجواري الكنس : هي النجوم والظباء وبقر الوحش ... جميعها }
 
5) وفي مناسبة بعد الصلاة التي تلا فيها { الإمام علي } الآية 16 ...سئل عن { الجوار الكنس } فقال : هي الكواكب...وكان المشاع بين الناس أن أهم الكواكب هي : بهرام ، وزحل ، وعطارد ، والزهرة ، والمشتري…
 
ولما انتهى صاحب المقال بذكر الآية 16 واعطى لها التفسير السالف … كحجة على دلالة الاخفاء والغياب…معتقدا أنه المعنى الذي يقصد به في اسم …
مدينة { مكناس }...
 
نرى أن من الصواب منهجيا ان نعطي -- كمختص في المنطق والابيستيمولوجيا ...ذي الصلة بعلم المنطق عامة ...ومنطق الفقهاء والمفسرين خاصة ...وقد حررنا من قبل عشرات المقالات في نقد ونقض تأويلات المفسرين الكلاسيكيين لآيات الذكر الحكيم والتي تفصح عن جهلهم بغريب العربية الفصحى ...وحقيقة معجم غريب القران ولنا مصنف في الموضوع بأرقام ابداعه القانونية الدولية والوطنية…
 
6) ومن ذلك مقالاتنا النقدية لحقيقة ما يسمى بالحروف المقطعة التي تستهل بها بعض السور القرآنية... حيث انتقدنا جذريا رأي المستشرقين ...وعلماء الازهر... والمفسرين الكلاسيكيين لدلالات المقتطف الاستهلاكية مثل :
{ كاف - هاء - يا -عين ت صاد ...والم...والر... وحم… ويس ...وما له علاقة بمعجم غريب القران مثل : الخنس...والكنس ...والأمي ...وفاكهة أبا ...وجما ...والحور… وغيرها كثير …
 
تفسيرنا للآية 16 { فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس }
في إطار نقد ما ذهب إليه صاحب مقال أصل اسم ( مكناس ) : -
---------------------------------------------------
 
قبل ان نعطي الدلالة التركيبية المجازية لنص الآية ...سنحلل ونفكك المعاني الكامنة في كل كلمة من الكلمات الخمسة المركبة لنص الآية لنبين ابعاد وخلفيات ...كلمة ...مكناس :
 
1) صيغة النفي المعبر عنها ب{ لا } النافية … تدل على ان مضمون { الخنس ...والكنس } لا يناسب روح الاسلام ...وقيم ودين ... وروح الرسالة القرآنية … بينما في سياقات اخرى من السور القرآنية يرد القسم بصيغة الاثبات لا النفي مثل : والسماء والطارق ...والنجم الثاقب ...والعصر أن الانسان لفي خسر...و ...يس والقران الحكيم...و...نون والقلم وما يسطرون …
فما حقيقة صيغة النفي في القسم ب{ الخنس والكنس } وما خلفيات ذلك اتنولوجيا وعقائديا ...والذي كان المفسرون القدماء والمسمون بالشيوخ المعاصرين يجهلون حقيقته؟؟؟
هذا ما سنعرفه حين سننتهي من تفسير الآية 16…
 
2) القسم ...لغة وعقيدة ...بمعنى الحلف والتعهد المثبت لامر أو نفيه على عهدة مصدر القسم...بما في ذلك حالات الشهادة النافية الزور ...والمخالفة لحقيقة الاشياء … فحين يقسم الله ب{ العصر } فلكي يؤكد { خسران الانسان } إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات...وغيرهم { تالله ...والعصر ...انهم لفي خسر}
 
3) الجوار : يوردها مسؤولي الآية 16 تارة تنتهي بالياء ...وأخرى دونها … ولا يكلفون انفسهم بالربط بين دلالات الخنس والكنس ...وكلمة الجوار …
ومعلوم أن لفظ الجوار … هو صيغة جمع { للجارية } ...ولها صيغة جمع ثانية في العربية وهي { جاريات }
والجوار… لها دلالات عدة … مثل : الامة، والمحضية ، والسفينة ، والشمس ، والكواكب السيارة ...والنجوم عامة … وجذر الجوار...فعل : جرى ، يجري ...بمعنى سار ...ومن ذلك قول العرب : كل يجري مجراه...أي يخط له منحى … ينحوه…
 
والسؤال المطروح ما دلالة { الجوار } في نص الآية 16 من حيث علاقاتها بالدلالة اللسانية الاتنولوجية...لاسمي : الخنس ، والكنس ...هل هي { الأمة ...والمحضية … المخصصة للجماع ...وذات الصلة بمفاهيم : الخصوبة ،والجمال ، والمتعة ...والحياة …
أم هي الكواكب السيارة ...أم السفن الجارية ؟؟؟
سنبين حقيقة الدلالة ...التي تفسر لنا صيغة القسم الإلهي بصيغة النفي ...عند اعطاء تفسيرنا لهذه الآية…
 
4) الخنس : نطقت العرب هذا الاسم بصيغ عدة قبل الاسلام وفي عهد النبي محمد ومن ذلك : خنساء / الخنساء بالتعريف...وهي من لوازم لهجات العرب … مثل نطقهم ( اوروك السومرية ) بصيغة الوركاء… ونطقهم فعل الجماع الجنسي الآرامي الأصل { نيك } بصيغة {نكاح / نيك + اح } ...وحيث أن الحاء تضايف العين ...نطق عرب اليمن بعض معبوداتهم بإضافة لازمة العين مثل { سوا } بصيغة { سواع
سوا+ع} … وهو معبود مذكور في القرآن مع { يغوث ، ويعوق ، و...ودا ...ونسرا ….ولنا دراسة لسانية اتنولوجية لهذه المفاهيم ...على خلاف ما اعتقده الدكتور العراقي
{ فاضل الربيعي }...
 
وخنس ...لا تدل على صيغة الجمع -- كما توهم المفسرون الجاهلون بمعجم غريب القران -- بل يدل على معنى { المفرد } فحسب…
ومنه اسم { خنساء } الشاعرة العربية المفضلة عند النبي محمد فهي امرأة واحدة وليست نساء بالجمع … واسم الدلع لخنساء ...كما نطفه النبي محمد هو
{ خناس } فكانت حين تنشد شعرها في اخيها { صخر } … وتصمت لبرهة ...لتلتقط انفاسها ... كان النبي يحضها بقوله { هيه...يا خناس...أي استمري في الانشاد الذي يطرب النفس… لأن من الشعر ما سحر ...سحر البلاغة التي هي معجزة القرآن باعجاز العربية الفصحى }...
 
5) الكنس : في دراساتنا اللسانية الاتنولوجية… لمعلقات الشعراء العرب ...و آيات الذكر الحكيم … وغريب العربية الفصحى ومعجم غريب القران … بينا أصول الكثير من المقاطع والفونيمات واسماء الاعلام واسماء المواقع ...والمفاهيم والمعبودات … في أصولها باليمن العتيق ...وبلاد ما بين النهرين … والشام الكبير … انطلاقا من لغة { الايمي -- سال } السومرية
 
فالخنس ...ليست مخالفة ل{ الكنس } ...كلاهما يدل على نفس الشيء ولهما نفس المعنى ...والتكرار هنا بلاغي … الغاية منه التأكيد على أهمية دلالة الموضوع مثل ما نجد في ايات عدة كالقول { كلا...ثم ...كلا…} …
 
ذلك أن { الكاف } يضايف { الخاء } ...فالخنس هي الكنس …
والسؤال الهام ما حقيقة الكنس … وما دلالتها في نطقها بفونيم الخاء …
عند استعارة اسم { كنس } كمفهوم عقائدي ...وكمعبودة ذات أصول في المنظومة { السومرية الأكدية } لتسمية حواء العروبة بالخنساء ...كراسب اتنولوجي. في اللاشعور الجمعي للعرب ...الضارب في اعماق التاريخ بالشام الكبير ...واليمن العتيق …
 
6) أصل ودلالة مفهوم { الكنس } :
-----------------------------
 
أن كلمة { كنس/ خنس } تتركب من مقطعين اولهما { سومري } …
والثاني { أكدي }
 
** المقطع الأول { ك / كا / كو/ كي … حسب السياق وتركيب الكلمة والجملة … فلهذا المقطع دلالات عدة … وما يهمنا هنا ماله علاقة بسياق الآية 16 … وهو أن الكاف يدل على { الأرض / كي … ومنها شكلت السومرية اسم اله الماء والسقاية ...والحكمة { أنيكي -- أيا } …
ولمقطع { ك } احالات في لغات عدة ذات صلة بالمنظومة السومرية الأكدية...بما فيا اللغة المكتوبة بالهيروغليفية … والامازيغية...
 
** المقطع الثاني هو { نس } : وأصل المقطع نطقا في { الأكدية }
هو { نت } لأن التاء تضايف السين ...ومنها اشتقت العربية اسماء ومفاهيم عدة مثل :
{ ضمير المؤنث أنت ...والانثى ...والأنس ...والانس … والناس … و..ايناس ….} …
ولها صيغ عدة في النطق حسب اللهجات … واللغات ذات الصلة بما فيها اللغة الفرعونية واطياف الأمازيغية المختلفة بما فيها الحاضرة في الصحراء الكبرى في مالي ...والنيجير ...وأطراف من التشاد ...ولنا عشرات المقالات العلمية ذات الصلة في هاتيك المضارب…
 
** ان أصل { نت } في الاكدية. هو { انيتو } التي تم بلورتها مع هيمنة الدولة الأكدية و دول اللهجتين المتفرعتين عن الأكدية ...البابلية... والآشورية...حيث ان الأكديين اضافوا تاء التأنيث لاسم اله السماء والاقدار السومري { انو } ونحتوا خليلة ورفيقة له باسم { أنيتو } …
كالهة للجمال والخصوبة و السماء التي تنعم بالمطر لتربو النعم على من يقدسها ويعبدها ….
 
7) قد تم نطق { انيتو } بصيغ عدة حسب تعدد اللهجات ...مثل :
تانيت / طانيت / نوت / تنوط / نوطة / … ولنا مقالات علمية في الموضوع...وللمفهوم احالات على اسماء ومفاهيم عدة مثل :
تمورث / تمارة / و...أمرانت ...وفي المغرب ...مناطق وجبال ووديان ...ومفاهيم وامثال شعبية لاحصر لها ذات صلة بالموضوع… كما في مصر الفرعونية حيث اسم ربة السماء في كهنوت امون هي { نوت } ..وليبيا حيث مسقط رأس ملكة مصر البطليموسية { برنيكي } هو مدينة { قوريناء / كوريناء/ كورينت } … وتونس مشتقة من تانيت القرطاجية ...ولبنان به مواقع عدة ذات صلة ب( تانيت } مثل : عين تانيت / كفر تانيت / و تانيت سابرينا / ...كما نجد لها حضورا في مستعمرات قرطاج بالبحر الأبيض مثل : سيردينيا…
 
بعد هذا التوضيح سنعطي تفسيرنا للآية رقم 16 من سورة { التكوير }
 
 
 
هذا ما سنبينه في الحلقة الثانية من مقالنا هذا … في نقد ونقض ما ذهب اليه صاحب المقال المنشور بموقع { حفريات في اللغة والتاريخ والثقافة } بصدد أصل ومنها اسم { مكناس }
 
برادةالبشير بفاس العامرة
الايجيبتولوغ والمختص في الطوبونومي…
والأنثروبونومي
من زاوية لسانية--اتنولوجية
© 2024 - موقع الشعر