مقال في أسس التحليل الاستراتيجي في ضوء متغيرات أسعار البترول - برادة البشير عبدالرحمان

مقال في أسس التحليل الاستراتيجي في ضوء متغيرات القوى الفاعلة على الساحة الدولية
 
--------------------------------------------------------------------------------
 
أسعار الطاقة … بين آليات السوق ، ولوبي { أوبيك -- بلاس } ، وانهيار أسطورة { البترول كسلعة استراتيجية } في " ماضي " الهيمنة الامريكية …..
 
********************************************************************
 
منذ سنتين ماضيتين ...كان استاذنا الجليل الدكتور { طلال ابو غزالة } الخبير لدى هيئات دولية مختلفة … يعتقد ب" حقيقتين "...غير قابلتين للنقاش ... هما :
 
1) أن الديموقراطية. الغربية ...جيدة وهامة ولا غنى عنها كنموذج سياسي ... فقط هي تحتاج لإصلاح … وقد عارضته في الموضوع بمقالات عدة ...كانت نتيجتها … دون أن يناقشني في نقضي لأطروحة { كونية وعالمية النموذج الغربي في الحكم على أساس الديموقراطية ...التي ليس لها تطبيق نموذجي. موحد : فهناك النموذج البرلماني ، والنموذج الرئاسي ، والنموذج شبه الرئاسي ...والغريب انه في الوقت الذي ...يعارض الغرب ...الربط بين الدين والسياسة … في العالم العربي كمثال ، لا يرى تناقضات في القول بالمانيه كمثال بتسمية احزاب سياسية. بالحزب الديموقراطي المسيحي ...واعتقادهم في ألمانيا وروسيا ...أن المسيحية تشكل جوهر الهوية الأوراسية ...او الألمانية ...أو البروتستانتية الانجليزية … مع العلم أن المسيحية بانجيلها ...والخلفيات الثقافية المؤسسة لها في الهلال الخصيب … لغة واساطير...هي معطى ثقافي -- ايديولوجي ...شرقي -- عربي له جذور عريقة في المنظومة السومرية الأكدية...واليمن العتيق ...فهي ليست هوية غربية...بل مستعارة من الشرق العربي ..أي واردة على الغرب...
 
2) كان لأستاذنا الجليل الدكتور طلال ابو غزاله… اعتقاد بأن امريكا ...لها من بين أسس الهيمنة كقوة اقتصادية وعسكرية جبارة … خطوط حمراء منها :
 
** الدولار … كسلطة { نقدية -- مالية -- اقتصادية } غير قابلة للتغيير ، او المس بها أو مناقشة دورها في الاقتصاد العالمي …
 
** التحكم في صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ...والذي من خلالهما يتم التحكم في سعر ومصير العملات العالمية … ومن خلال الدولار والصناديق الدولية … تعمل امريكا على التحكم في إقتصادات وعملات الدول بما في ذلك العقوبات. الاقتصادية ...المختلفة والتي تفضي إلى افلاس البنوك والعملا ت...والتحكم في انهيار العملات ...والتسرب في موجات الانكماش والتضخم …
 
** والذي يهمنا. في إطار العنوان أعلاه هو الطاقة والبيترول كمادة استراتيجية ...وليس مجرد { سلعة كباقي السلع تخضع لآليات السوق ...مثل آلية علاقة المعروض بالثمن ...وفرة مع نزول الاسعار... ونذرة مع ارتفاع الاسعار … واثر ذلك في التحكم في سلع الاستهلاك و النقل وسائر الخدمات …
 
والأستاذ طلال أبو غزالة ...كان آلى ماقبل ابريل 2019 -- بقليل -- على عهد الرئيس دولنت ترامب… كان يعتقد أن أمريكا لن تسمح للطاقة والبيترول بأن تخضع لقوانين السوق ...وأنها تتحكم حسب مصلحتها الاستراتيجية كقوة عظمى مهيمنة في أسعار البترول …
 
لكن صعود قوى اقتصادية وعسكرية وسياسية وعلمية وتكنولوجية ...جديدة كالعملاق الصيني ، و والهند... وروسيا … أدى بانهيار القدرة الأمريكية. في التحكم في البترول كمادة استراتيجية ...وليست … سلعة كباقي سلع السوق …
ومعلوم أنه حتى على المستوى العسكري … حصل انحصار وتراجع في فائض القوة الأمريكية التي كانت تجوب البحار والمحيطات … وتغزو. الدول وتدمرها ...وتعيدها للعصور الحجرية … فيدل التهديد والوعيد في منتصف الثمانينات من القرن الماضي من طرف { دولنت ريغان } بأن امريكا -- في إطار. ارتفاع منسوب الحرب الباردة …-- تبرمج ما سماه ب{ حرب النجوم } أي الانتقال من الهيمنة على العالم على مستوى المواقع الاستراتيجية على الأرض ...الى الهيمنة على الجميع انطلاقا من الفضاء ...عملا بالمنطق العسكري القائم على أساس أن من يكون في موقع أعلى ...من العدو... يضمن السيطرة و الفوز في اي حرب ….
بدل ذلك ...نلاحظ أن أمريكا ...تنسحب ...من مواقع هامة ...اخرها افغانستان … بينما عدو الامس قبل انهيار الاتحاد السوفياتي ...وهو نفس العدو الدائم في عصر روسيا { بوتين } الفدرالية ...هي من بلغت عصر { حرب النجوم } بتدميرها قمرا صناعيا خارج الاطموسفير الأرضي بصاروخ … بلغ هدفه بدقة … شبه نانوية...الأمر الذي خلق حالة من الرعب لدى امريكا وحلفائها … التقليديين ...في اوروبا … واليابان ...
 
فنتج عن تهور السعودية في حساباتها الوهمية الهادفة لافلاس الاقتصاد الروسي ...أن رفعت من انتاجها البيترولي ...وتخفيض الاسعار ...الى ما دون 12 دولار للبرميل … بحجة أن تكلفة الإنتاج السعودية لا يمكن لروسيا او غيرها منافتها فيها …
 
ونتج عن ذلك انهيار انتاج البترول الصخري بأمريكا الذي لا يمكن أن يستمر إنتاجه … في مستوى اسعار دولية للبترول تنزل عن مستوى 50 دولار للبرميل ...باعتبار أن التكلفة في النفط الصخري لا تقل عن 45 دولار للبرميل …
 
ولم تستطع امريكا فعل شئ ...بادعاء … تحكمها في النفط كسلعة استراتيجية ...وأن سعرها من احتكار البيت الأبيض والخزانة الأمريكية ….
 
فتوسل …{ د.ترامب } للسعودية ...و" صديقه " بوتين ...لتجاوز الصراع البيني ..والتفاهم على مستوى سعر لا يؤدي إلى أزمة طاقة ...كالتي حصلت في ابريل الاسود ...حيث نزلت الاسعار الى مستوى { الصفر-- الاصطلاحي }...
 
فلم تجد السعودية ...وروسيا … بديلا عن التفاهم ...الذي افضى لانتعاش الأسعار … واستمر التفاهم لمجموعة { اوبيك -- بلاس } إلى مرحلة { الشيخ بايدن } …
 
وامعانا في بيان ....انهيار الهيمنة الامريكية على النفط كسلعة استراتيجية حكرا لسياسة الجالس بالبيت الابيض …
حصل عكس ما تم في عهد ( د.ترامب ) وهو اتفاق لوبي ( اوبك -- بلاس ) على التحكم في نسبة المعروض لرفع الاسعار ...بكيفية مهولة ...ادت ليس للمس بانتاج النفط الصخري ...بل افضى الأمر إلى خلخلة الاقتصاد الامريكي المتضعضع والذي بلغ سن الشيخوخة كما ورد في تقرير صندوق النقد الدولي … لسنة 2018 …
 
فنتجت عن ذلك ...موجة مهولة من ارتفاع الاسعار ...بامريكا ...وحالة. خطيرة من التضخم وانهيارالقدرة على المنافسة بالقياس إلى الاقتصادات الصاعدة ...المشار إليها أعلاه …
 
وحتى محاولة ( بايدن ) الاضرار ب( اوبيك بلاس) عن طريق ضح ملايين البراميل النفطية من الاحتياط الاستراتيجي لامريكا وحلفائها ...لم بودي... ذلك الى حفظ الاسعار …
 
أننا بتعبير اوضح ...مقبلون على ...عالم جديد … يسجل نهاية الغطرسة والهيمنة الغربية الأوروبية والامريكية ...على الاقتصاد والسياسة الدوليين في ضوء متغيرات القوى الفاعلة على الساحة الدولية…
 
يتبع …
 
برادةالبشير بفاس العامرة
الحامل من بين ذروعه من مراكز وطنية وعربية ودولية
ذرعا في اسس التحليل الاستراتيجي في ضوء متغيرات
القوى الفاعلة على الساحة الدولية
© 2024 - موقع الشعر