حرفان

لـ شريفة السيد، ، في غير مُحدد

حرفان - شريفة السيد

حَرفَانْ
----------
 
كُنَّا – كما بدَأ الوجودُ – ثلاثةً
حاءٌ
وباءٌ
ثُمَّ ( نا )
سوَّيْت ما بَيْنِي وبينَ سريرتِي
ومَلأتُ دفْتَرَ خَاطِرِي
ونقَشْتُ فَوْقَ غلافَهُ
أَسطُورة: حاءٌ وباءْ
حَرْفانِ
ما أقوَى دُخُولي فيهما
حرفانِ ما أقْسى خُرُوجِي مِنْهُما
مِنْ مَفْرِق الدَّربِ الطَّويل تحَرَّكا
فالحاءُ
حرفٌ حائرٌ
حُلمٌ حوى كلَّ الذي في عمقنا لا يسكُنُ
والباءُ
بَيْنٌ بائِنُ
بَرْقٌ بدا مُستَوْحَشًا في صَمْتنا..
***
يا قلبَ قلبِي ما الذي قدْ بدَّلكْ..
كُنَّا اتَّفَقنا في الهَوى
الحُبُّ لكْ...
شتَّان ما بيْن الكَرَى والمُعْتَركْ
شُوهِدْتَ يا حُلْمَ الكَرَى
ما أجْمَلَكْ..
هلْ مِنْ رياح غيَّرَتْ سيْرَ الفَلَكْ؟
أمْ أنَّ قَبْضِي لِلْهَوَى.. لا يُمْتَِلَكَ..؟
***
يا قِمَّةَ الجُرحِ الذي في صَدْرِنا
تضَاءَلِي
يا بَسمةً فَوْق الشِّفاهِ
وَاصِلِي.. تجَمَّلِي..
يا مَجْدَها تِلكَ التي تجتاحُ دفترَالمَدَى..
بخَاطِرِي... أُسطورةً
مُنْذُ ابتداء الكَون يبدو سرُّها
قد وحَّدتْ كُلَّ القلوبِ مع النُّهَى
وازَّيَنَتْ مِنْ رُوحِنا
وتربَّعَتْ
بين الجَوانحِ والملامحِ والمُهَجْ
فَتَسلْطَنَتْ
***
يا وَجْنَتَي فِينُوس
يا وشْمَ الوسامة في النَّدى
يا رِقَّة الأصْدافِ في قلبِ المَغاورِ والبُحورْ
ما السرُ يا صَمْت المَليكةِ
في الشَّمال وفي الجنوب
ما السرُّ يا وَجْهَ الحُضُورِ برابعهْ..
فالكَون يسبحُ في التأوُّهِ والشَّجنْ
والنَّاس يأكلُها العَفَنْ
والغَيْهَبُ الفَسيحُ
يستريحُ في مدامعِ الزَّمَنْ
ماذا إذنْ
بعد التَّفكُّكِ والتَّمزُّقِ والوَهَنْ
***
يا قُوَّةً
تراشَقتْ سهامُها
في مُهجَةِ الشَّقِيِّ والثَّرِيِّ
تزايدي
وظلِّلي قُلوبنا
فإننا نريد
حَرفين مَنْقوشَين فَوقَ الكونِ
مِثلما ابتدأْ
ومُسيْطِرين على الحَياة
كَفَّاهُما
مَفتوحانِ على الوجود..
***
يناير/1977
شعر / شريفة السيد
من ديوان صهيل العشق / دار قباء / 1998 / مصر
مع أجمل وأرق الأمنيات
شريفة
© 2024 - موقع الشعر